بين المجتمع والقانون: زينب السعيد تماماً يا ماما «أنا كويسة.. بس مشتاقة ليكم متين راجعين؟.. قبل أن تنتظر «ريم» الجواب قدمت طلبها الدائم.. عايزة قروش البلد غالية نار..؟ عارفة أنكم رسلتوا لي قبل أسبوع لكن كملت.. أعمل شنو؟ بعدين أنا عايشه هنا براي والعربية كانت خسرانه.. وخالتو «نانا».. انتي عارفه ظروفها؟ خلاص يا «ماما» تمام.. بس ما تقولي لبابا إنك رسلتي لي..؟ مش انتو مغتربين وشغالين عشان خاطري.. أنا وأخواني..؟! .. أغلقت «ريم» هاتفها الجوال قبل أن تنادي على خالتها التي تسكن معها.. والتي لا تراها إلا لماماً بحجة البقاء مع زميلاتها للمذاكرة والزمن اتأخر.. مضطرة للمبيت وهكذا.. وكانت الخالة تغض الطرف عن كل تصرفاتها الرعناء وتتغاضى حتى عن تدخينها المستمر للسجائر.. ملابسها الفاضحة بعد أن زاد نهمها للمال الذي تستحلبه من عاطفة أبويها المقيمين للعمل بالخارج..! .. خلاص يا خالتو «ماما» حترسل القروش.. وحا أدفع ليك ثمن الطقم بتاع الشاي العاجبك..! أنا طالعة ماشة لسهى إذا اتأخرت ببيت.. عندها! باااااي.. أدارت «ريم» محرك سيارتها وهي تستمع بانشراح للأغاني الغربية المنبعثة من جهاز ال«mp3».. وكأن الدنيا ملك يمينها.. وصلت إلى شقة طرفية.. وصاحت بابتهاج.. حسام هنا.. «ده الكلام يا سوسو»..! ساعة انقضت من عمر الزمن وشباب كأنفاس الورد.. يتنفسون «سماً أسوداً» يوهمهم بأن الدنيا تحليق وانفصال.. الحياة حلوة.. كيف لا.. و «المخدر اللعين» الذي يمنح الشعور باللذة الوهمية يسري في الدماء.. ليدمر العقول..! لماذا يتعاطى الشباب المخدرات؟.. وهل تعني الأبوة والأمومة.. توفير المال والمأوى واسم في بطاقة الهوية..؟ ولم يسكت المجتمع.. عن شبكات الترويج داخل دور العلم.. والجامعات..؟.. من قال إن المال يشبع الحاجات النفسية والفطرية والوجدانية التي يحتاجها الأبناء..؟ خصوصاً في سن المراهقة..؟ وكيف اختار نعيم الاغتراب وألقي بأبنائي في أتون مجتمع يحتاج لعمل كبير حتى نخلصه من شوائب عالقة فيه لاتشبه مجتمعنا الأصيل..! على الشباب أن يدرك أن التاريخ ينصت باهتمام للأعمال المجيدة ويكن أكثر إنصاتاً للعثرات.. رقابة الأسرة.. والمجتمع.. والشرطة.. دور متكامل لتقليص المخدرات.. انطلقت «ريم» بسيارتها بعد أن لعب المخدر برأسها وهي ترتجف من الغضب بعد أن شاهدت «حسام» يتحرش بصديقتها دون أن يعبأ بمشاعرها.. وكيف له أن يهتم وهو لا يدرك ماهية أفعاله.. تباً للخيانة.. صرخات معربدة في جوفها.. ومقود القيادة يختل.. ارتطام شديد بالرصيف.. صرخة مكتومة وأنين وساد الصمت والسكون..! حوالة وصلت إلى «صرافة عريقة» وجثة لفتاة حُبلى إثر حادث حركة مروع وانفلات مجتمعي لا نعرف فيه على من نلقي اللائمة؟!!