ما أن تقع جريمة أو حتى مخالفة تتعلق بالأمن العام، إن كان أمن المواطن أو ممتلكاته، إلا ويبدأ السؤال غير البرئ.. انتو الشرطة وين؟ وكأنه مطلوب من رجل البوليس أن يتحول الى روح ساحرة وخفية، تتقمص دواخل البشر، وتتنبأ داخل كل فلان هو ناوي على شنو!! لكن اللافت للنظر أنه ما أن يفك رجل الشرطة طلاسم قضية ما، إلا وننشغل بالقضية نفسها، وننسى أن نقول لرجال- عاهدوا الله على أن يسهروا لحماية المواطن- ننسى أن نقول لهم شكراً، وهي بالتأكيد ليست كافية لشخوص ربما يباعد بينهم وبيوتهم وأسرهم هم الناس وقضاياهم أيام وأسابيع، ودعوني أقول إن جهاز الشرطة في بلاد كثيرة ربما بعضها قريب لنا في الجوار، ليس بينه والشعب عمار، وكثيراً ما يكون آلة قمع واسكات للرأي الآخر وضرب الخصوم إلا عندنا، والتاريخ في معظم مواقفه يؤكد أن الشرطة في خدمة الشعب، وأن الشعب يحترم أصحاب البدل الزرقاء، الذين هم مثال للنزاهة والشرف الباذخ، بهذا الاحساس لم أفقد الثقة لحظة واحدة في أن وئام ستعود، وربما عودتها التي جاءت بسيناريو مختلف، أكدت أن من اختطفها شعر أن الخناق ضاق حول رقبته، والشرطة تكثف من بحثها، وتنشر منسوبيها، وتجتهد في جمع المعلومات عن الحادثة، فآثر من اختطفها أن يبعد عن الكماشة فعاد بها الى قارعة الطريق. في كل الأحوال ما قصدت من هذا الثناء إلا أن أذكر الناس أن بيوتهم محروسة، وأننا ننام ملء جفوننا، وعيون أخرى صاحية ساهرة تحرسنا بعد عين الله.. فالتحية لكل أفراد الشرطة السودانية أخوان فاطمة، الذين ما دخلوا رهاناً إلا وكسبوه، وما دخلوا تحدياً إلا واجتازوه، ودعوني بصفة خاصة أحيي سعادة اللواء محمد أحمد علي مدير الجنايات بالولاية، الشرطي الإنسان، وأحيي اللواء عبد العزيز حسن مدير مباحث ولاية الخرطوم، وهما يواصلان الليل بالنهار، والتيم الهمام من أفراد الشرطة بحثاً عن وئام، حتى عادت بالسلامة الى أسرتها، وتجددت ثقتنا في رجال البوليس وهي ثقة لم ولن تنقص قطرة.!! كلمة عزيزة يعني معقولة يا أستاذ أنس العاقب القومة والقعدة والغضبة حول برنامج نجوم الغد فقط لأن النيل الأزرق لم تقل لك (شكراً) يا اخوانا الزول ده اشكروه ووفروا عليه أتعاب المحاماة!! كلمة أعز استمعت للموصلي عبر قناة الخرطوم، وقد بدا على صوته التعب والانهاك، فظهر مشروخاً وباهتاً، ودي جكة واحدة مع ترباس. الجكة الثانية الزول ده بقطع نفس!!