يصادف الخامس والعشرون من الشهر الجاري الاحتفال بعيد «الكريسماس» كما تعقبه بأيام الاحتفالات برأس السنة الميلادية واستقلال السودان والمعروف أن هذه الاحتفالات يتم الاستعداد لها منذ وقت مبكر فمع دخول شهر ديسمبر تم حجز أعداد كبيرة من الصالات والنوادي للاحتفال بعيد رأس السنة وتم التعاقد مع عدد كبير من نجوم الغناء خاصة الفنانين الشباب. فيما بدأت تدب في الأسواق حركة الشراء للطوائف الدينية الأخرى التي تحتفل بعيد الكريسماس خاصة وأن أكثر ما يميزه هو شجرة «الكريسماس» التي بدأ العديد من الأسر في وضعها عند مداخل المنازل. ومن جهة أخرى نجد أن هناك اعدادا كبيرة من المواطنين يحتفلون بعيد الاستقلال فهذا اليوم له طعم خاص لأبناء السودان عامة. وحتى نقف على مشاهد الاحتفال بهذه المناسبات قامت «اخر لحظة» باستطلاع شمل عددا من المواطنين الى جانب جولة بأحد أسواق العاصمة لمعرفة مدى الاقبال على الشراء واسعار شجرة «الكريسماس» فمعاً نطالع ما قالوه.. ü بدءاً التقينا مجموعة من الطلاب حيث اكدوا انهم يحتفلون برأس السنة والاستقلال والاحتفال برأس السنة الهجرية يجيء من خلال حضور احدى الحفلات والاستقلال نحتفل به بذهابنا الى رحلة والتنزه في الحدائق العامة واختلف معهم اخرون بأنهم يحتفلون فقط بالاستقلال مبررين أن الاحتفال برأس السنة «بدعة». ü فيما قال العم عثمان السر وهو من مواليد 1940 انه يحتفل بالاستقلال بصورة مختلفة من الآخرين حيث يقوم بذبح «خروف» ويدعو أصدقاءه وجيرانه وعموم ابناء قبيلته للاحتفال بهذا اليوم المميز ويتذكرون كل تفاصيل ذاك اليوم ويتنافسون ويدلون بآرائهم حول أحوال البلاد وقضايا المواطن. ü ومن داخل سوق ام درمان التقينا التاجر فضل حيث قال هناك طوائف دينية ولكن نسبة لأقليتهم فإن الاقبال ضعيف واضاف أن الاسعار ارتفعت عن العام الماضي حيث انه في العام المنصرم كان هناك شجرة صغيرة الحجم بسعر خمسين جنيهاً اما هذا العام فإن اصغر شجرة سعرها مئة وخمسون جنيهاً. ü فيما قال مجموعة من الشباب انهم يقضون رأس السنة خارج العاصمة سواء بالسفر الى عروس البحر الأحمر «بورتسودان» أو ولاية كسلا وبعضهم ذكروا أنهم يقضونه في مسقط رأسهم وعلى صعيد آخر ذكر اقلية منهم انهم يقضونه خارجاً بالسفر الى دبي والقاهرة او اسمرا او اديس ابابا ولندن. ü ومن جهة أخرى قال المواطن محمد مصعب الذي وصف نفسه بالغيور على وطنه إن الحس الوطني ضعيف جداً لدى السودانيين حيث ان الاحتفال بالعيد الوطني في عدد كبير من الدول يأخذ حيزاً كبيراً ويبدأ الترويج له منذ وقت مبكر لكن للأسف تغيب مثل هذه المناسبات عندنا وابسط مثال على اننا نفتقد لروح الوطنية فعندما يكون لاعب المنتخب الوطني لا يجد المساندة والدعم والتشجيع والمؤازرة ولكن عندما يكون أحد فريقي القمة الهلال والمريخ لاعباً فإن المشهد يكون مختلفا وقس على ذلك واضاف اتمنى عبركم ان تكثف وسائل الاعلام الإشارة الى مثل هذه المناسبات والترويج لها مبكراً حتى تعبئ روح الوطنية لدى الجميع.