سباق ماراثون القنوات.. يحتاج لمضمار يعرف أهله متى ينطلقون ومتى يزيدون سرعتهم..؟ ومتى يصلون نقطة النهاية..! وقد حجزت «قناة الخرطوم الناضجة» مكانها منذ شارة الانطلاق.. فاختارت وجوهاً وعقولاً نيرة.. ووضعت خطة برامجية تعرف كيف ترضي ذوق المشاهد لأنها تحس باهتمامات وأوجاع الناس..! «عابد سيد أحمد» مدير بدرجة فريق متكامل.. ساعده في ذلك خلفيته الإعلامية المزدانة بالمنهجية الأدبية والعلمية ومعلوماته الثرة وقراءاته للأحداث.. وأين ترسى موجة الناس في مد الحياة وجزرها..! والقناة رغم ضعف إمكانياتها أثبتت بأنها «خامة غالية الثمن» تستحق الدعم والمساندة ليتدفق شلال الإبداع فيجعل الريموت يتوقف عندها في السودان وكل العالم..! إن المشاريع الجيدة تحتاج لمساعدة حتى تنتج ثمارها.. وحتى تظهر الوجه المشرق لفضائياتنا ويجعلها تنافس فتتسابق الأقمار نحوها لالتقاط بثها..! الخرطوم أضحت بتلك القناة زاهية الألوان.. وجمع «الفنان محمد الأمين وهاشم صديق» في فترة البث التجريبي يجعلنا ننتظر بفارغ الصبر لقاء «بشير عباس والبلابل» في أحداث تدل على ذكاء معدي ومقدمي البرامج الذين يعرفون كيف يجمعون القمم الكبيرة في استديو ضيق لكنه يسع لكل الجمال..! حازت قناتا الجزيرة والعربية نسبة مشاهدة عالية لمهنيتهما وصدق طرحهما.. نأمل صادقين أن تدعموا هذه القناة لنتطاول بآمالنا في جعلها متنفس الإبداع والفائدة والجمال. زاوية أخيرة: مذيعات قناة الخرطوم.. وجوه معبرة صادقة بلا تهريج ولا إسفاف أو مبالغة.. ونجمة إنجاز لمعدي البرامج وباقة زهر عابق العبير لربانها..!!