ü أصعب الأشياء أن تجد نفسك تعيش الوهم!! الوهم شيء!! والحقيقة شيء آخر......! الوهم الذي نقصده هنا هو خاص بالميزانية التي تجري مناقشتها هذه الأيام أمام البرلمان الذي يتبع «جله» للمؤتمر الوطني والوزير الذي أعد الميزانية من ذات الحزب.. الميزانية هذه المرة «مضطربة» فهي خالية من موارد حقيقية والقصة كلها «مباصرة»، وهذا ما قاله الخبير الاقتصادي حسن ساتي للزميلة ناهد أوشي بأخبار اليوم، إذ قال إن الميزانية غير واقعية وتستند على قرارات وهمية لواقع حال الاقتصاد السوداني. وأكبر «وهم» ستدخل فيه الميزانية الجديدة هو اعتمادها على «رسوم عبور» بترول الجنوب فماذا ستفعل الحكومة إذا أمسك سلفاكير «بتروله» عليه؟! والوهم الكبير الذي سيدخله قطار الميزانية إذا أفلح الوزير في تمرير الزيادة على البنزين، وهو أمر يمكن حدوثه، فالقوم عندهم خبرة في إضافة «الرتوش» و«المكياجات» والمساحيق «لحاجاتهم وقراراتهم» وهو أمر إن حدث فهي الكارثة بعينها.. وما ستأخذه الحكومة من «اليمين» من هذه الزيادة فإنه سيدخل عليها من ناحية الشمال «بالساحق والماحق» فكل شئ سيرتفع سعره وسيزيد السوء سوءاً على سوء، ولن تنفع الحكاية القديمة التي تقول لم نقم بزيادة أسعار الجازولين الذي تعتمد عليه الزراعة ووسائل النقل الكبيرة.. وزدنا أسعار البنزين لأن سعره أقل من أسعار الدول المجاورة..! فهذه حكايات لن تنطلي على أحد فأحدث دولة جارة لنا معدل التضخم عندها أقل من «عندنا» وسعر صرف الجنيه عندها أحسن بمراحل من سعر صرف الجنيه السوداني، هل عرفتم هذه الدولة إنها جمهورية جنوب السودان!! ü الميزانية «وهم» فهناك «66» وزيراً جديداً في انتظارها، وهم في حالة «نهم» ولا أقول «وهم»لها، في الانتظار فواتير تاثيث المكاتب وتجديد وشراء العربات واستخراج وتجديد الجواز الأحمر والاستعداد للسفر بحراً وجواً وأرضاً!!وفي الانتظار «النثريات» و«البدلات».. و«بدل البدلات».. و«بدلات البدل».. الخ قائمة الاستنذاف. وبخلاف ال «66» دستوري هناك ايضا أصدقاء وحلفاء و«شبه الحكومة» من «هيئات واتحادات» وجمعيات وما خفية اعظم كلهم في انتظار الميزانية المسكينة. لماذا لا تدعم الحكومة الميزانية بخفض مرتبات الدستوريين وضبط مصروفاتها وتقليل الوهم الكبير المسمى ب«المؤتمرات والورش» و«السمنارات» الداخلية والخارجية، فهذا الثلاثي هو المهدد الخطير لأموال الشعب السوداني.