وما زلنا في قاعة الامتحانات الرهيبة.. المخيفة.. وما زالت الأسئلة مطراً يهطل.. وما زال الجو جو القاعة معتكر الجوانب أغبر.. وما زال الشعب مشدوهاً.. متلهفاً للاطلاع على ورقات الإجابة.. والآن إلى الورقة الثانية.. والسؤال الأول.. للأحبة في الإنقاذ.. ما معنى كلمة.. حكومة عريضة.. «يعني» كم يبلغ طول ذاك العرض.. وهل يأتي لكم الحبيب المساعد.. عبد الرحمن الصادق المهدي.. بجماهير تملأ مقاعد بص واحد من «بصات الولاية» جلوساً بغير «شماعة».. وهل يجرؤ أحدكم.. مهما كان موقعه أن يطلب من الحسيب النسيب مولانا جعفر الصادق.. يطلب منه مخاطبة مسيرة.. أو حشد جماهيري على الهواء مباشرة.. ارتجالاً ومن غير خطبة معدة سلفاً مطبوعة على ورقة صقيلة وبحروف أوضح من هزيمة الحالمين.. بحكومة تختلف جوهراً ومظهراً من سابقتها حكومة الجمهورية الأولى.. السؤال الثاني.. لمولانا الميرغني شخصياً.. أعني به مولانا محمد عثمان الميرغني.. هل عجمت أعواد كنانتكم كنانة الحزب الاتحادي الديمقراطي.. ولم تجد سهماً أمضى من ابنكم الكريم.. لتدفع به إلى ساحات وقاعات القصر المهيبة.. ممثلاً لحزبكم المؤتلف.. أو المتفق.. أو المشارك.. لا يهم.. المهم.. هل بعد اليوم.. يمكن أن تتحدث ولو تلميحاً.. عاتباً على حسني مبارك وسعيه لتوريث جمال.. أو أن تدين القذافي.. الذي كان ينوي توريث «سيف الإسلام».. أو هل اجتاحتك يوماً غضبة مضرية على حافظ الأسد الذي ورث بشار كل ممتلكات سوريا؟؟ السؤال الثالث.. للجنرال يونس محمود.. هل تراك مطالب باعتذار لطائفة الأنصار.. وطائفة الختمية.. عن ذاك السيل من المدفعية والصواريخ.. وكمية النيران الرهيبة التي أمطرتهما بها عند بواكير.. بل عند بداية إعصار الإنقاذ وذلك عندما كنا نصطبح.. من «دغش الرحمن» بصوتك مجلجلاً.. صاباً نيران من الكلمات حامية ولاهبة.. على هاتين الطائفتين.. في تلك الأيام التي لم تترك لهما «صفحة يرقدان عليها».. السؤال الرابع.. أيضاً لمولانا الميرغني الكبير ورئيس الحزب.. لقد صرحت.. عبر كلمات قاطعة.. بل بحروف هي بطلقات المدافع أشبه.. متوعداً الحكومة بل محذراً الحكومة.. أنها إن تلكأت في تنفيذ البرنامج.. سوف تسحب وزراءك من الحكومة.. السؤال.. هل أنت واثق أن هؤلاء الوزراء.. بما فيهم حتى ابنك سوف ينصاعون لأمرك وينسحبون من القصر والوزارة.. تاركين نعيم الدنيا.. وهالات الضياء وبؤر الضوء وفلاشات الكاميرات.. وبهجة وروعة وعظمة «الإعلام» التي ترفرف في منتصف «كبوت» العربات.. وتلك المواتر التي «تفج» الطرقات فجاً لتنسل آمنه منزلقة.. تلك السيارات الفاخرة والفارهة.. أم أن هؤلاء الوزراء والابن «ذاتو» سوف يتمردون عليك كما تمرد أعوان «مبارك الفاضل» عندما ذهب من القصر والحكومة كلها مغاضباً ولم يتبعه أحد.. وبالمناسبة.. حد يشعر بالسعادة.. يمشي اختار البعاد أبداً.. هذا مستحيل.. وإذا حدث سوف نكمل مع صديقنا الراحل الجابري.. حكمة والله وحكاية تشغل أذهان العباد.. السؤال الأخير.. للأحبة في الإنقاذ.. سؤال لو أجابت عليه الإنقاذ.. وحده.. ولم تجب على أي سؤال في كل هذه الورقة والورقة التي سبقتها سوف نعتبرها ناجحة بدرجة امتياز.. بل قد «اتكرم» وأمنحها الدرجة الكاملة.. هو سؤال صعب.. يحتاج إلى بسالة فائقة.. وشجاعة نادرة.. صعب جداً كتابته.. بالحروف حتى يقرأه الماشي والغاشي.. أو البسوى واللي ما يسواش.. لذا وإكراماً للاخوة الأحبة في الإنقاذ وحتى نرفع عنهم الحرج بل و «الشماتة» نقول يمكنهم الإجابة كتابة بالحبر السري أو يمكنهم أن يجيبوا على هذا السؤال شفاهة.. كأن «يرسلو» لي زول وفي «أضاني» يتلو عليّ الإجابة.. السؤال.. لقد أحدثت مشاركة الاتحادي الأصل.. اتحادي «مولانا» زلزالاً في حزبه الكبير.. تشققت بعض الحيطان.. وسقطت متهدمة بعض الغرف في البناء الكبير.. سؤالنا للإنقاذ.. ألم يحدث نفس الزلزال ولو بدرجة أخف في حزبكم حزب المؤتمر الوطني.. جراء هذا التحول.. من مناهضة وقتال الطائفتين ثم السعي بل الركض.. خلف الأمة والاتحادي.. وهم ينشدون.. جرب معاك كل السبل ايديه يوم ما قصرت.. الآن ضع القلم.. انتهى زمن الامتحان..