الدكتورة سعاد الفاتح البدوي شخصية إسلامية وسياسية وتشريعية وأكاديمية - حفظها الله - عرفت الصراحة التي (تفوت الحد) أحياناً، ففي لقاء لها بالأمس مع (الأهرام اليوم) وهي تظهر (الحاجة) لعودة الدكتور الترابي إلى الصف حيث هي الآن، لم تملك إلا أن تستدرك قائلة بأن الشيخ الترابي في طبعته الأخيرة (2011) لا تريده بما يعني أن لها تحفظاتها ومآخذها على المواقف الأخيرة للشيخ الذي يرى البعض أنه فارق الطريق منذ طبعته الأولى بعد الإنقسام في ديسمبر 1999م حيث أنه بدأ ب(تفاهم جنيف) مع الحركة الشعبية في فبراير 2000م وهو الذي عبأ الشهداء وجماعات الدفاع الشعبي ضدها..! ولا شك أن طبعاتٍ أخرى للشيخ الترابي قد صدرت ولم تكن محل رضا لدى أخرى كانوا قريبين منه ففارقوا المؤتمر الشعبي وعادوا إلى المؤتمر الوطني أو ظلوا في حالة سكون وكمون. والطبعة الأخيرة للشيخ (2011) ظهرت ملامحها وفصولها وأبوابها الرئيسه منذ مدة - عام 2006م والمجلس القيادي للشعبي لم يجد غير (إسقاط النظام) من أجندة أو إستراتيجية وخريطة طريق تجمع بينه والآخرين من الأحزاب والجماعات المعارضة. فالمرارة والغضبة الحارة - في ما يبدو - هي الغالبة في بروز وصدور الطبعات الخاصة في سيرة الشيخ ومساره في الفترة الأخيرة. إن للشيخ الترابي كما ذكرت الدكتورة سعاد محطات وطبعات لها صداها في سيرته وتاريخه السياسي والدعوي بعد ثورة أكتوبر 1964م والإنتفاضة في رجب - أبريل 1985م حيث أسس للجبهة الإسلامية القومية وقد كانت جسماً إسلامياً سياسياً متطوراً فتح الطريق لإدارة الدولة والتغيير في 1989م. ..إلا أنه ومن عجب جاءت الطبعة الأخيرة لتشكل علاقة حزبه المؤتمر الشعبي بالحزب الشيوعي السوداني إحدى أهم الفصول في الطبعة. فتبادل الزيارات والمؤتمرات الصحفية في الدور الحزبية وتنسيق المواقف ضد النظام الحاكم والعمل على إسقاطه بقيت هي الغالبة في الحراك السياسي وكأن شيئاً لم يكن..! الطبعة الأخيرة التي عززها الشيخ إبراهيم السنوسي بما رأه رأي من الدين في مقابلة صحفية مؤخراً ليست مقنعة لأحد وليس دكتور سعاد الفاتح وحدها.. فمن يشتريها يا ترى؟.