عاش سكان محلية الوحدة وحاضرتها مدينة الملم الواقعة شمال نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور حالة من الهلع والترقب انتظاراً لمعرفة ما سيسفر عنه الفزع الذي خرج يتعقب النهابين الذين هاجموا فرقان الأهالي بمنطقة (حمرايات) شمال الملم يوم 1/21/1102م وتمكنوا من سرقة أعداد كبيرة من الأبقار لما لكها الحاج محمد آدم يعقوب وفروا بها شمالاً وعندما علم الأهالي بالواقعة كانت المسافة الفاصلة بينهم والنهابين (22) ساعة ولكن الأثر أكد توجه السارقين شمالاً وفي ذات الأثناء تجمهر الأهالي على أصوات نقارة الفزع خرج الرجال والحكامات والشيب والشباب الذين لم تتجاوز أعمار أغلبهم الثامنة عشرة وقاموا بإجراء الترتيبات اللازمة في حينها وتوجهوا يتعقبون النهابين الذين أعدوا أنفسهم جيداً وكانوا على دراية تامة بالطرق الوعرة والجبال والأودية والصحاري وعندما مضى على الفزع أيام عدة شكل أهالي المنطقة غرف متابعة عبر الإدارات الأهلية بكل مدن السودان لمتابعة تطورات الأحداث بعد أن دخل الفزع يومه الثامن حتى ذاك الوقت كان تيم متابعة الأخبار من خلال أجهزة الاتصالات ليأتي اليوم التاسع بعد أن انقطع الاتصال تماماً زاد هلع الناس وعندها قرر أهالي المنطقة عقد اجتماع عاجل لكل الأهل بمدن السودان المختلفة والمركز لبحث تطورات الموقف واتخاذ قرار بشأن الخطوة القادمة وبعد أن استمر الاجتماع لمنتصف الليل فإذا باتصال يأتي ليؤكد حسب المتصل.. الرجال بخير.. حققنا المراد ووصلنا الحرامية والآن نحن بصدد الترتيبات للعودة إليكم ودعواتكم معنا ثم انقطع الاتصال. وفي ذات الوقت قرر المجتمعون أن يبقوا على أهبة الاستعداد انتظاراً لأي جديد فإذا بأحد الشباب لم يتجاوز الثامنة عشرة وهو مصطفى آدم حامد مصري يهاتف ويمسك عن الإفصاح عن أي شيء فقط اكتفى بالقول نحن بخير واطمئنوا وشكر الإدارات الأهلية لقبيلة الزغاوة والفور والبرتي وقال وجدنا بينهم رجالاً لا استطيع وصفهم ليحكي لنا أحد الرجال الشباب رحلة التحدي وهو خالد حسن حامد أن التحرك بدأ من حمرايات ثم (دبة نايره) مروراً بجبال ناصر، فطويلة وتارني وأم جلباخ وثم جبال واتا وهذه المناطق بولاية شمال دارفور ليمضي الركب نحو جبال طرة غرب مليط ويتجاوزها لخزان ككل فجبال ملوي وردنكي بواسم بالقرب من وادي هور على صحراء الحدود وقال حسن إن الفزع ضم أكثر من (7) قبائل مما يؤكد حقيقة التعايش والنسيج الاجتماعي الذي يعيشه أهل الملم لكن قال أمسك عن الخوض في تفاصيل القبض على النهابين واكتفى بالقول تحقق المراد وعدنا بأموالنا سالمين. نواصل قصة المعاناة.. ومعادن الرجال الصناديد لاحقاً.