غنى ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة للوطن وأروع ما قالوا : جدودنا زمان وصونا على الوطن.. على التراب الغالي الماليهو ثمن!! وغنى عثمان الشفيع : وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود وطني.. وغنى سيد خليفة يا وطني يا بلد أحبابي.. إذن الرابط كبير بين الأوطان والجدود واذكر عندما كنا في اليمن وجاءت الزيارة التاريخية للرؤساء والزعماء الملك حسين والرئيس حسني مبارك وصدام حسين خرجت لافتات الشعب اليمني في شوارع صنعاء تقول «أهلاً بالأحفاد في أرض الأجداد».. الأجداد هم الوطن والتاريخ والحكمة ومنبع الأصالة وكل نزاعات الأرض بين الأمم والشعوب تحفظ في داخلها كلمة السر «دي أرض أجدادي»..! انظر لكل النزاعات على هذا المنوال ستجد ورائها كلمة الجدود!! في موسم الهجرة للطيب صالح قال الراوي : « عندما عانق جده بعد طول غياب نحن في نظر العام المتقدم فقراء ولكنني أحس في هذا اللحظة بأننا أغنياء » .. إذن أفلحت «آخر لحظة» عندما خرجت أمس بمانشيت يقول جد النوير يتنبأ بوحدة السودان ونص الخبر يقول إن حفيد زعيم قبيلة النوير التاريخي قاي نقونق قال إن جده قد تنبأ بوحدة السودان وأن تلك النبؤات ستتحقق في الاستفتاء ولعل هذه النبوء ستكون برداً وسلاماً على الذين يناصرون مبدأ الوحدة وهم كثر سواء كان ذلك في الجنوب أو الشمال . وقبيلة مثل النوير لها إرثها وثقلها النوعي والثقافي ستجد نفسها مع « نبوءة جدها» وكذلك بقية قبائل الجنوب فكل تاريخ الجدود في جنوبنا الحبيب يقول إنهم مع خيار الوحدة وتاريخ المهدية يحدثنا بأن زعماء الدينكا كانوا قد جاءوا للقاء الإمام المهدي وحتى أيام التمرد الأول في توريت قبل الاستقلال كانت المطالبة بحل المشكلات والمظلمات في إطار السودان الواحد . وعندما اندلعت الحرب الأخيرة في جنوب السودان فإن أغلب هجرات النزوح من الحرب كانت تتجه للشمال ، ولا شك أن مثل هذه الخطوات الكبيرة وراءها أجداد وسلاطين وحكماء يعرفون ماذا يعني الجنوب للشمال. لقد تفوق زعيم النوير بهذه الجملة البسيطة على كل الحملات التي بدأت متأخرة لمناصرة الوحدة وفي كلمة واحدة « هزم » كل عمل اللجان الطارئة التي تحشد لها الأموال والإمكانات ولكنها على أرض الواقع لا تنجز شيئاً لأنها ببساطة تفتقد حكمة الأجداد والشيوخ . ما أحوجنا للتمسك بحكمة أجدادنا الذين «سلَّمونا » السودان مليون ميل مربع بالتمام والكمال.. والكمال لله وحده.