مس في «آخر لحظة» أهدتنا الزميلة إيمان عبد الباقي - كعادتها - حواراً ممتعاً ومفيداً، وأتت لنا بعالم سوداني في مجال علم النفس، وأخضعت الشخصية السودانية والمجتمع والسياسة والأحزاب «لمبضعه» وعلمه بكل تطبيقاته الواسعة و«الغنية» في علم النفس. الدكتور صادق محمد عبد الحليم فجّر قنبلة علمية من خلال أطروحته لنيل الدكتوراة، ففي السابق كان العلماء يبحثون عن السلوك من ناحية نفسية، ولكنه هذه المرة اختار البحث عن طريق الهرمون، فإذا كان هرمون «التيسترون» في الدم عالياً فهذا يعني أن الشخص «سيكوباتك» مما يعني مستقبلاً بأنه سيرتكب جرائم كبيرة!! ü وهذه النتيجة ستحدث انقلاباً في النظرة للأشخاص، يعني إذا تقدم للأسرة «عريس» فبدلاً من البحث عن ماضيه وسؤال الجيران وأبناء الدفعة بالجامعة فهناك طريق قصير ومباشر، نأخذ دمه مباشرة لأقرب معمل وفي دقائق ستأتينا نتيجة العريس القادم هل هو «عدواني»!! ومرشح لارتكاب جرائم كبيرة في مقبل الأيام؟ أنه «زول ساكت وسلوكه هادئ ومعتدل وتحت الكنترول»؟.. ربما تضع مثل هذه الدراسة الجديدة الوزيرة الجديدة في حيرة، فهي قالت إنها لن تتعامل مع الصحفيين لأنها تعرف نفسياتهم!! ومثل هذا القول يا سعادة الوزيرة «دقة قديمة، فهناك شيء اسمه الهرمون وما أدراك ما الهرمون». ü وكذلك في دنيا الأعمال والتجارة وفي السياسة يحتاج الناس للتعرف على هرمون بعضهم البعض إبعاداً للمشاكل والاختلاف، ومثل هذا الاكتشاف الجديد سيضع على اللجنة التي تختار الوزراء والدستوريين وأصحاب الوظائف العامة عبئاً جديداً بالبحث عن معمل مركزي يحدد سلوك «المحظوظ» القادم للوزارة والوظيفة. إذاً على ضوء هذه الدراسة يمكننا فهم كثير من المتغيرات التي اجتاحت المجتمع والدولة السودانية في الحقب الأخيرة، فالناس لجأوا لرفع السلاح وانتهاج العنف طريقاً لتحقيق المطالب وجرائم العنف والسلوك العدواني اضحت شيئاً محيراً ووصلت حد الظاهرة المقلقة والمزعجة، إذاً مرد كل ذلك ليس العوامل النفسية وأسباب التنشئة الاجتماعية، وإنما يرجع ذلك لارتفاع هرمون «التيسترون» الذي يسبب السلوك العدواني في الدم السوداني!! بعد هذه الدراسة القيمة قد نسمع احدى الفتيات تقول: «ده ما دايراهو ده تسترونه عالي».. أو تغني المغنية الشعبية يا الهادي جميل اللون يا ملك جمال الكون يا خالي من تيسترون..!