عبيد الطيب بابكر.. جعلي جموعي من أبناء ضواب بن غانم.. أو قل من أهلنا الجموعية الضواب.. وقد كان رحمه الله ضو قبيلة وهي القبيلة الخطيرة، التي قدمت ود الجبل، وأبو قطاطي، وأسد الله، والملك ود ناصر، ودفع الله الفرقان.. والقائمة تطول بالرموز والأعلام.. الذين يضيئون وجه السودان ويغرسون القيم والفضائل التي ورثوها عن أجدادهم كابراً عن كابر كما قال شاعرهم: الفينا مشهودة عبيد الطيب من الجيل الذي ورث حقيبة الفن.. ثم قاد حركة الفن الحديث مع أبناء جيله إبراهيم الكاشف، والتاج مصطفى، ومحجوب عثمان، والخير عثمان، وعثمان الشفيع، وعثمان حسين.. وأبو داؤود والذي زامله في هذه المرحلة الخطيرة والمهمة في حياتهم، وهي اتصالهم معاً برموز الحقيبة الكبار، كرومة، وسرور، والأمين برهان، وعبد العزيز المأمون.. ثم أطلوا على عالم عبد الرحمن الريح العراب الأب لحركة التجديد الشعري والفني بين القديم والحديث، حتى استحق لقب الشاعر المخضرم.. ومن أراد أن يطرب لدرر الحقيبة فليستمع لعبيد الطيب، وهو يردد في سلطنة لا يعلو عليها.. يجلي النظر يا صاحي.. وأذكر بقعة أم درمان، وياسائق الفيات.. وفي الضواحي وطرف المدائن.. واذكر أنني في الثمانينات كنت أقدم برنامجي التلفزيوني المشهور إن لم أقل الأشهر (شاعر وفنان)، والذي سار على خطاه المبدعون الموهوبون حسين خوجلي، ورصفاؤه الذين استلموا الراية من جيلنا.. أذكر أنني استضفت الفنان الكبير عبيد.. وكان مدير البرامج أخ كريم يمت إلى بعض أهلي بصلة القربى.. وكان متوجساً خيفة من بعض قدامى الفنانين، الذين لا يعرفهم الجيل، والذين حرصت على تقديمهم لأول مرة ? آنذاك ? في التلفزيون ومنهم الأمين علي سليمان (جرحى وآلامي)، وخالد محمد أحمد ابن الجزيرة، وإبراهيم إدريس، (ود المقرن)، (أنا في شخصك)، ومبارك حسن بركات، والطيب مهران.. وعندما جاء دور عبيد أذهلهم جميعاً.. فقد وقف التلفزيون على رجل واحد.. وبادر مدير البرامج بإحضار مسجله الخاص ووضعه تحت أقدام عبيد الطيب في الأستديو.. وتسابق العاملون والناس إلى الأستديو ليستمعوا إلى هذا الأداء الفريد.. أجلي النظر يا صاحي.. وكان تعليق مدير البرامج في ذلك اليوم.. من أين لك بهذه الدرر يا عمر؟.. وأين كان هذا الكنز المدفون عبيد الطيب؟.. كم منا الآن يذكر عبيد الطيب.. الفنان الكبير.. والموظف المرموق الوجيه.. والذي يضاف إلى زمرة المبدعين الذين أرسوا قواعد الفن في مجمتعهم، وأدوا دورهم في خدمة بلادهم في تخصصاتهم، أمثال عبيد، والتاج مصطفى، وحسن سليمان، وعبد الدافع عثمان، وغيرهم من أبناء جيلهم الذين يدين لهم الوطن الكبير بدورهم المشهود في رقي الآداب والفنون؟.