بين المجتمع والقانون : زينب السعيد هناك رجال أفذاذ.. بحجم الأمة.. انقادت لهم الأزمنة طوع طموحاتهم وأعمالهم الخالدة.. تركوا بصمات وهاجة في سِفر التاريخ.. ونحتوا بعنفوانهم على صخر الأيام.. حرسوا ثغور الشر وسدوا منافذها.. بعلمهم وأخلاقهم.. و«لأن للحب سلطاناً على المهجِ».. نقلدهم حباً وتقديراً وساماً استحقوه بجدارة.. بعد أن وهبونا عاجلاً.. فرددنا دينهم نسيئه..! يتقلدها اليوم مولانا المرحوم «عبد العزيز شدو» كان من نعم الإله على (سر التجار بود مدني الشيخ عبد الله بلة شدو) أن منّ عليه بذرية صالحة.. وعطية من عطايا السماء حين أنجب ابنه عبد العزيز الذي تفتقت بوادر نجابته، وبره ونبوغه منذ سني طفولته ومراحله الدراسية الأولى التي تبلورت في حنتوب الثانوية، والتي انتقل منها مع الرعيل الأول بجامعة الخرطوم إلى «كلية القانون» التي أحكمت صياغ شخصيته الفذة، وأبرزت حسه الدفاق نحو «البحث عن الحق والعدالة»..! وبعد تخرجه كان لثقافته الواسعة، وقراءته الدائمة المتأنية، وبحثه الدؤوب في الكتب قصب السبق في جعله يلبس ثوب «القاضي المغاير» الذي يعرف كيف يرسم للأحكام ملامح راسخة وجديدة تهتدي بها الأجيال.. وجعل له رافداً لا ينضب دائم الجريان في بحر القانون.. عمل قاضياً في الجنوب.. وكوستي.. ثم رئيساً لإدارة المحاكم قبل أن ينتقل لليمن الجنوبي الذي عمل بها رئيساً للقضاء.. وقد شهدت له جبالها وسهولها بدقة أحكامه وقراراته.. بعدها ترك القضائية دون أن يقلع رداء الحق الأسود الذي يجعل الأيام بيضاء.. سافر إلى الدوحة لكنه لم يمكث أكثر من أسبوع وعاد أدراجه ليفتح مكتباً للمحاماة في شارع القصر.. وفي المحاماة اكتسب شهرة واسعة.. خصوصاً بعد قضية الفلاشا.. وقضية أبو جنزير.. وعنبر جودة التي قال فيها صلاح أحمد إبراهيم: لو أنهم حزمة جرجير يُعد كي يباع لخدم افرنج في المدينة الكبيرة ما سلخت بشرتهم أشعة الظهيرة وبان فيها الإصفرار والذبول بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة وبللت شفاههم رشاشة صغيرة..! وغيرها من القضايا التي تدرس أحكامها وسوابقها لمن أراد الاستزادة وغزير المعلومات والمفاهيم الجديدة..! عمل وزيراً للعدل في عام 4991م.. كيف لا وهو رأس رمح العدالة آنذاك.. بعدها نائباً لرئيس المجلس الوطني.. ورغم مشاغله ومهامه العظام.. فقد كان ريحانة المجالس والمنتديات.. يترك بصمته.. أينما ذهب.. ويتسابق الناس لخطب وداده ليظفروا بسعة إدراكه وهو لم يبخل على كل الوطن.. لقد كان يهب عاطر وروده وعابق نفحاته في شتى المجالات.. عمل رئيساً لنادي المريخ ومن ثم نادي الخرطوم.. وكان نجم مجتمع.. وضوء قبيلة وشِعبة قبيلته التي زانها بأبناء نجباء منهم القاضي والمحامي.. والمهندس..! الراحل عبد العزيز شدو.. تذكر له الأيام والصُحب المقربون بأنه كان باراً بوالدته.. يسابق أشواقه كل أسبوع من الخرطوم حتى ود مدني ليضمد رهق أيامها بحفيف وده.. وحنان لمساته.. كان يتواضع أمام أمومتها.. ويتصاغر أمام عظمتها.. لقد نال ماجستير من أمريكا.. ورضا الله في طاعتها..! داهمه الفشل الكلوي فجأة قبل بضع سنوات.. بعد حياة مزدانة بالألق والبريق.. وترجل الفارس في صمت.. وأعماله الخالدة تنطق بعظمته على مر العصور.. تشتاقه سوح العدالة.. وكل الأمكنة.. حتى نظارته الشهيرة تهفو لنظرة من عينيه ولمسة من يده..! الدواء القاتل...!! أثبتت الأبحاث العلمية أن خلط الأدوية دون وصفات طبية له آثار جانبية مميتة.. درج كثير من الناس على استعمال بعض الأدوية نتيجة لتشابه الأعراض مع شخص آخر.. دون أن يكون فعلياً في حاجة إليها مما قد يسبب السكتة الدماغية المفاجئة أو ارتفاع ضغط الدم أو أي أعراض جانبية تؤثر على الصحة العامة..! إشارة حمراء لمنع تناول الوصفات الطبية دون توجيه الطبيب.. فالصحة كنز يجب الحفاظ عليه.