بدأنا منذ ثلاثة أشهر تقريباً في وضع خُطط وتصورات لتطوير الأداء التحريري. وقمنا بتصميم استبيانات للرأي تصب نتائجها النهائية عند صندوق أمنيات القارئ الكريم ورغباته في العمل الذي ينتظر أن تقدمه له الصحيفة - أي صحيفة - وفرغنا مجموعة من المُحررين والمحررات لهذا الغرض لمتابعة ملء الاستمارات الخاصة بالاستبيان ثم تفريغها وتحليلها لنصل إلى نتائج علمية وموضوعية يطالعها القاريء قريباً جداً. منذ البداية رأينا أن تكون انطلاقتنا الجديدة مع بداية العام الميلادي الجديد، لكن خطواتنا كانت أسرع مما حددنا لها ووجدنا أننا أكملنا عملنا قبل الموعد المحدد بكثير، وظللنا طوال الأيام الماضية متنازعين بين خيارين الأول هو الانطلاقة الجديدة فوراً أو الانتظار إلى بداية العام الجديد، وذلك هو الخيار الثاني. قررنا في مجلس التحرير المُصغّر الذي يضم إلى جانب رئيس التحرير عدداً من قيادات الصحيفة، قررنا أن نبدأ في التغيير والانطلاقة الجديدة دون إعلان..و.. بالتدريج، لذلك أخذ القارئ الكريم يُلاحظ شكل التقارير الصحفية الجديدة في الصفحة الرابعة.. تقارير قصيرة رشيقة مرفق معها صور جاذبة بحيث تستوعب الصفحة الواحدة أكثر من تقريرين حتى في حال تمدد الإعلان، بعكس ما كان في السابق حيث كانت التقارير مطولة ويتأثر شكلها وحجمها وقيمتها بشكل وحجم وقيمة الإعلان. أخذت التقارير الجديدة تُنشَر على التوالي دون أن نكتب عن ذلك، لكن شركاء «آخر لحظة» وهم قراءها الأذكياء كانوا أول من أشاد بالفكرة والنهج الجديد، ورأينا بعد تلك الاستجابة والتجاوب والإشادة أن نخطو الخطوة التالية وهي تحويل صفحة التقارير لتكون في واجهة «آخر لحظة» أو الصحيفة الداخلية الثانية، على أن نفسح الصفحة الرابعة لأخبار الجريمة اليومية التي أسسنا لها قسماً خاصاً هو قسم الحوادث، ونقلنا منها زاوية الأستاذ يوسف عبد المنان إلى الصفحة الخامسة لتحتل الجانب الأيمن من الصفحة في مقابل زاوية الأستاذ عبد العظيم صالح على الجانب الأيسر. إذن غاب الكتاب اليومي الذي كنّا ننشره على صفحات «آخر لحظة» بعد أن اكتمل نشر كتاب «عشر سنوات من الأسر في معسكر المهدي» للقس النمساوي «جوزيف أورقالدر» والذي ترجمه سعادة السفير عوض أحمد الضو.. نعم.. غاب الكتاب لكننا جئنا بالتقارير وبمادة رأي يومية تناقش قضية أو فكرة تكون مادة رئيسية للصفحة. اليوم الجمعة الثالث والعشرين من ديسمبر هو بداية التغيير الحقيقي الذي عملنا من أجله لتطوير الأداء في الصحيفة.. هو البداية ليس إلا، إذ إن الذي في «الجراب» كثير.. وهناك قول منسوب لأفلاطون جاء فيه أن الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم. أما مفاجآت الأيام القادمة فلا يمكن الإفصاح عنها الآن وإلا فإنّها لا تصبح مفاجآت.