يتفاءل السودانيون بأول أيام الأسبوع، ويقولون: «السبت أخضر» كناية عن آمالهم غير المحدودة في الغد.. وكان ذلك- بالطبع- قبل أن يتحول «السبت» في بلادنا إلى عطلة رسمية مقترنة بعطلة يوم الجمعة، ومع ذلك لم نجد من تجرأ حتى الآن وألصق صفة «الأخضر» بيوم «الأحد» على اعتبار أنه بداية الأسبوع الجديدة. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإننا عندما أصدرنا «آخر لحظة» رأينا أن نميز عددي «الجمعة» و«السبت» من كل أسبوع، كأنما هما صحيفتان أخريتان مختلفتان تصدران عن ذات إدارة النشر التي تصدر عنها الصحيفة الأم «آخر لحظة»، وقد تم تمييز عددي الجمعة والسبت بألوان مختلفة، وإخراج خاص، وظللنا نحرص على الدوام على التجديد من خلال الحذف والإضافة أو التعديل. نتصيد آراء ومقترحات قراء «آخر لحظة» من خلال استطلاعات الرأي، والاستبيانات، ومن خلال الاجتماعات داخل الصحيفة والتي تضم في العادة القيادة التحريرية العليا إلى جانب الإدارة الفنية العليا، ليتم التفاكر ويجري النقاش حول الخطط والمقترحات وسبل تنفيذها، وقد ظللنا على مدى خمسة أيام في أوقات متفرقة نجتمع ونتفرّق، نتفق ونختلف حول الصيغة التي يمكن أن ترضي أكبر شريحة من قراء «آخر لحظة» الذين هم الشركاء الحقيقيون في الصحيفة طوال مسيرتها التي بدأت منذ نحو ست سنوات، وأعتبرها خبراء الصحافة والمختصون آنذاك نقطة تحول حقيقية في مسيرة العمل الصحفي بالسودان. لا زلنا في الصحيفة نراهن على التميز والموضوعية والأمانة والانضباط المهني في هذا المجال الذي تعرّض مثله مثل غيره من المجالات لهزات وهزات أوشكت أن تودي به لولا لطف الله ثم تدخلات العقلاء من القائمين بالأمر، وتمسك الصحفيين بحقوقهم المشروعة في حرية النشر والتعبير التي ظلوا يناضلون من أجلها زماناً طويلاً، ولا نحسب أن نضالاتهم ستتوقف، أو تذهب هباء. نعود لأمر الصحيفة، ولعدد السبت- تحديداً- الذي هو عدد الغد، وقد تميّز بأنه يهتم بالملفات «الفنون، حديث السبت، والمنبر الحر، والرياضة، الخ»، مثلما تميّز عدد الجمعة بواحة الشعر وصفحة الكاريكاتير والصفحة الدينية وغيرها، وقد أضفنا لما سبق أن تميّز به عدد «آخر لحظة السبت»، صفحة جديدة أقرب لصفحات السياسة والمجتمع والأدب مجتمعة في شكل منوع، هي صفحة «أسبوعيات أبوسن» التي يحررها زميلنا وصديقنا العزيز الصحفي والوزير عبد الإله أبوسن. إضافة الأسبوعيات إلى حديث السبت والمنبر الحر، والصفحة الفنية، وزحف الإعلانات اقتضى أن نجلس لإعادة النظر في أمر النشر وتوزيع هذه الملفات، وقد خرجنا بنتيجة اتفقنا عليها هي أن نجعل «آخر لحظة السبت» صحيفة لا تشبه «آخر لحظة الجمعة» ولا «آخر لحظة» اليومية، كما اتفقنا أن يحتوي عدد السبت على كل الملفات المشار إليها مع تقليص صفحتي الرأي في ذلك اليوم إلى صفحة واحدة، على اعتبار أن «المنبر الحر» هو ذاته صفحة رأي يحررها قراء «آخر لحظة»، وأن يحل المنبر محل الصفحة السادسة مع تغييب الحوار في ذلك اليوم حتى يتنفس محررو القسم السياسي الصعداء، ويجدون يوماً لالتقاط الأنفاس بعيداً عن ملاحقات رئيس التحرير ومطاردات مدير التحرير وضغوط السكرتارية. غداً «آخر لحظة السبت» شكل جديد، ومحتوى جديد نأمل أن يجد القبول لدى شركاء النجاح. اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ودعاءنا، وتقبل منا كل عمل قصدنا به وجهك يا الله يا رحمن يا رحيم يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام، واجعلنا يا الله من الذين إذا استمعوا للقول اتبعوا أحسنه، وقنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. وصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آله وصحبه أجمعين في العالمين.. إنك حميد مجيد. آمين.. و.. جمعة مباركة..