بعد إعلان مقتل د. خليل إبراهيم انتقلت (آخر لحظة) إلى منزله الذي يقع بضاحية عد حسين جنوبالخرطوم حيث تدافعت أعداد ليست بالكثيرة من المعزين رجالا ونساء ودخلنا للمكان المخصص للنساء ووجدناهن هادئات دون ضوضاء أو عويل ولا حتى بكاءً خافت ولاحظنا بعضاً منهن يقمن بتلاوة القرآن وكانت هذه بعض المشاهد من سرادق العزاء: كيف تلقت أسرته خبر مقتله قالت زينات علي يوسف زوجة خليل إبراهيم الذي قتل بمنطقة ود بندة فجر أمس أنها تلقت الخبر من التلفزيون خلال مشاهدتها لقناة الجزيرة وأكتفت بذلك ورفضت أي تصريح للصحافة والإعلام وقالت سمعنا كما سمعتم وشاهدنا كما شاهدتم.. وقالت أحدي قريبات خليل إبراهيم أن أبنته إيلاف كانت موجودة مع أهل والدتها بولاية الجزيرة وعند سماعها للخبر اتجهت مع أخوالها إلى الخرطوم مصطحبين معهم أختها آلاء التي تدرس بجامعة الجزيرة بالسنة الثانية طب. وأضافت قريبة خليل أنه وعند وصولهم للمنزل بضاحية عد حسين وجدوا أن الأسرة قد تلقت الخبر عبر التلفزيون ،وتابعت جاء المعزون وكذبوا لخبر وقالوا لأبناء خليل أن والدكم بخير وهذا إعلام كاذب وتناولوا وجبة الأفطار..ورغم ذلك ظلت زوجته زينات على إتصال بجميع هواتفه النقالة وكانت تجدها مغلقة ثم اتصلت باحد أقربائه المرافقين له والذي أكد لها الخبر وقال لها بإن الدكتور قد توفى والدوام لله فأعلنت زوجته زينات للحاضرين خبر وفاته وصحة الخبر وكبرت وهللت وطلبت من أبنائها والمعزين الصبر. العزاء في الموقع المخصص للنساء لم تعلو أصوات البكاء والعويل فقد قابلت داخل منزلها زوجة خليل إبراهيم المعزين بالتهليل والتكبير وهي تردد «ربنا أعطى وربنا أخذ» «كل من عليها فان» و«الحمد لله رب العالمين» ولم تذرف دموعها أمام الحاضرين هي وبناتها د. إيثار ود. إيلاف بل قمن بتهدئة المعزين، وتهدئة أختهم آلاء التي ظلت تجهش بالبكاء وكان من بين المعزين بنتا دكتور الترابي سلمى وأسماء أما بقية المعزين فكانوا من الأقرباء والجيران وأمام المنزل فقد علت أصوات النساء اللاتي تربطهن صلة قرابة بخليل إبراهيم بترديد الشعارات المناوئة للحكومة وقوات الشرطة التي كانت تطوق المكان ولكن الرجال الذين كانون ينصبون صيوان العزاء طلبوا من النساء وقف ترديد الشعارات والدخول إلى داخل المنزل بعد أن حاول بعضهن رشق الشرطة بالحجارة. صيوان العزاء بعد مشاورات بين رجال الشرطة وأسرة خليل إبراهيم الذي أعلنت وفاته القوات المسلحة فجر أمس تم نصب صيوان العزاء بحضور عدد قليل من أقرباء وجيران خليل في الساعة الثانية ظهراً وقال الأستاذ بارود صندل القيادي بالمؤتمر الشعبي أنهم دخلوا في مفاوضات مع قائد قوات الشرطة الموجودة أمام المنزل بهدف إقامة صيوان العزاء وأكد بارود بأن القائد وافق لهم بشرط بقاء قواته وعدم التجمهر وإحداث شغب. وأوضح بارود بأنهم إلتزموا بذلك وأكدوا بأنهم لن يحدثوا أي شغب وأنهم كأسرة يريدون إقامة واجب العزاء. وقال بارود أنه بعد ثلاثة ساعات من إقامة الصيوان حضر القائد وطلب منا فك الصيوان وقال لنا جاءتنا تعليمات عليا بأن نرفع الصيوان ونمنع التجمهر. وأبان شاهد عيان أن الشرطة بعد رفض الأسرة فك الصيوان أطلقت عليهم «الغاز المسيل للدموع»البمبان وفكت الصيوان عنوة وأخذته إلى مكان مجهول، وفي ذات السياق قال بارود صندل إن الشرطة اعتدت على المعزين وأطلقت عليهم البمبان مما أحدث حالات إغماء كما أكد أنه تمت حالات اعتقالات لافتاً إلى عدم تأكدهم عن إطلاق سراح المعتقلين.. وأوضح بارود أن بعد تلك الأحداث طلبوا من الشرطة الانسحاب بعد أن أكدوا لهم عدم رغبتهم في أقامة صيوان أو تجمهر أو شغب وقطع بأن الشرطة قد استجابت لطلبهم وانسحبت. مشاهد من المعزين اقتصر المعزون من الرجال والنساء على أقرباء أسرة خليل وجيرانه باستثناء بنات الترابي اللائي حضرن باكراً ولم تحضر القوى السياسية المعارضة أو حركات دارفور . رفع العزاء أعلن ذوو خليل إبراهيم الذي قتل فجر أمس خلال معارك كان يقودها ضد القوات المسلحة بأنهم سيرفعون العزاء اليوم بعد التشاور في إقامة صيوان عزاء داخل المنزل كما حدث أمس.