هددت حركة العدل والمساواة بمهاجمة الخرطوم مثلما فعلت من قبل في مايو من العام 2008 وقالت إن قواتها تحركت من دارفور ودخلت كردفان في طريقها للعاصمة الخرطوم لإسقاط النظام في ذات الوقت قابلت الحكومة التهديدات تلك بمزيد من السخرية ووصفت حديث الحركة في هذا الصدد بالاستهلاك السياسي لكن الحركة اقتحمت أكثر من عشرين منطقة بولاية شمال دارفور ونهبت المحال التجارية وأسرت الشباب بمناطق أم قوزين، السدرة، التكيلات والزرنخ ومناطق أخرى بولاية شمال كردفان وكذلك مناطق بشمال كردفان غير أن قائدها ومؤسسها الدكتور خليل إبراهيم لقي مصرعه خلال هجوم لقواته على منطقة الزرنخ. الأمة يُحذّر من التداعيات قال الدكتور إبراهيم الأمين مساعد رئيس حزب الأُمة للتواصل القومي إن مقتل الدكتور خليل إبراهيم سوف تكون له تداعيات حادة على ساحة المعارضة (الجناح المسلح) وعلى الوضع في دارفور، وأضاف أن مقتله لا يعني نهاية العمل المُسلح ولا لأزمة دارفور ولكنه حافز لحراك واسع من قبل القوى الحيّة للوصول إلى حلول سلمية توافقية تبعد البلاد عن المزيد من العنف والاستقطاب والتناحر، وحذّر الأمين الحكومة من مغبة أن يكون مقتل خليل انتصاراً لها وقال عليها أن تدرس جيداً هذه الخطوة وأن تكون كل الخطوات اللاحقة موجهة إلى معالجة قضايا البلاد جذرياً في (التحول الديمقراطي الحقيقي) ومخاطبة قضايا المواطن المعيشية وفق سياسات جديدة في ظل نظام جديد جامع، لافتاً الى أن مقتل خليل قد يؤدي إلى ظهور شخصية جديدة وسط الحركات المسلحة أكثر تشدداً خاصة وأن هناك ما يؤكد وجود تحالف عريض مع قوى محلية يجد المساندة من بعض دول الجوار ومن منظمات عالمية ترى أن للنظام الحاكم ممارسات فيها انتهاك لحقوق الإنسان الأمر الذي يزيد هذه التوترات ومعدلات العنف، ودعا الأمين إلى ضرورة التوحد والتمسك في هذه المرحلة من أجل وحدة التراب السوداني والترابط المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد. الكودة مقتل خليل عظة للآخرين واعتبر الدكتور يوسف الكودة - رئيس حزب الوسط الإسلامي مقتل الدكتور خليل إبراهيم بود بندة بشمال كردفان انتصاراً للقوات المُسلحة، وقال نأمل أن يكون مقتله عظة للآخرين والوصول إلى قناعة بأن هذا الطريق ليس هو الذي يجب أن يسلك، وأكد الكودة أنه دائماً يقول إنّه ليس مع ثقافة العنف التي يعتمد عليها البعض في تحقيق حق من حقوق المواطن وقال لذلك أنا أكره أن يستخدم السلاح في تحقيق ذلك، وإنّما في حماية الأوطان والعرض والأرض، ومن العدوان، وزاد بالقول لذلك فموقفي لا يتناقض مع القوات المسلحة في دحر كل تمرد بغرض تحقيق حقوق المواطن. التحرير والعدالة تطالب الحركات بمراجعة مواقفها وفي السياق اعتبر أحمد فضل - الناطق الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة أن مقتل د. خليل إبراهيم هو حدث لمراجعة المواقف وترتيب الأولويات لحركة العدل والمساواة، وطالب الحركات بضرورة الانحياز إلى خيار السلام باعتباره مطلب أهل دارفور والسودانيين ولابد أن تتعامل مع السلام مبدئية وجدية ومبينة على قناعات وقال إذا صدقت النوايا سوف يصل الجميع إلى اتفاق هاديء وشامل يعم إرجاء البلاد. وقال البروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين إن مقتل خليل إبراهيم يمثل نهاية للعدل والمساواة إذا كانت الحركة خليل وأخوانه وأضاف هذا الراجح أنه كان الكل في الكل، وزاد لكن ستظل موجودة إذا كانت قائمة على مؤسسات، وأشار الساعوري الى أن القيادة التي ستخلف خليل سواء كان جبريل إبراهيم أو آخر فإن أسلوبه سوف يكون مختلفاً في قيادة العدل المساواة مشيراً إلى أن خليل إبراهيم حول قضية دارفور إلى صراع في السلطة بالخرطوم، وتساءل هل خليفته يوافقه الرأي أم ينحو إلى القضية الأساسية المتمثلة في حل مشكلة دارفور وقال إذا كانت الأخيرة هدفه قطعاً سوف يلحق بركب السلام واتفاق الدوحة. ولفت الساعوري الى أن مقتل خليل سوف يكون له أثر بالغ وسلبي على ما يعرف بتحالف القوى الثورية مشيراً إلى اعتماده عليه ودعمه. وأكّد د. عبد الرحمن أبو خريس أستاذ العلوم السياسية بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية.. أن مقتل خليل فقد كبير للحركة ويؤثر عليها خاصة في ظل الظروف الدولية الماثلة الآن، وقال إن هذا الحدث سوف يفتح الساحة لعبد الواحد نور للظهور، خاصة أنه احتفظ بقواته في الجبال ولم يقاوم بها الحكومة في الفترة الماضية، محذراً الحكومة من عدم الاطمئنان بعد مقتل خليل ولأن تتعامل بواقعية مع هذه القضية وأن تستغل الموقف استغلالاً إيجابياً وأن تدعو إلى الحوار التفاوضي من أجل السلام والاستقرار في دارفور والسودان. الشعبي: حركة العدل لن تموت وقال المؤتمر الشعبي على لسان أمينها السياسي كمال عمر عبد السلام إن حركة العدل والمساواة لن تموت بموت أي من قياداتها لأنّ للحركة منفستو وأوضح عمر أن مقتل الدكتور خليل إبراهيم سيكون له تأثير نفسي على كل أهل دارفور وزاد ستستعيد الحركة أنفاسها وستزيد من ضرباتها العسكرية على الحكومة. الاتحادي يتوقّع ردود أفعال عنيفة من جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي الأصل مولانا حسن أبو سبيب إن الحادث نهاية كل من يحمل السلاح ويرفض الجلوس للحوار لابد أن تكون هكذا داعياً حاملي السلاح للاتّعاظ والاعتبار من مقتل خليل معرباً عن أمله أن تمثل وفاة رئيس الحركة مدخل لحل قضية دارفور مشدداً على ضرورة أن تتداعى كافة القوى السياسية وحاملي السلاح للحوار لمنع حدوث أي تصعيد أو مناوشات بسبب الحادثة. وتوقّع أبو سبيب ردود أفعال عنيفة لمقتل خليل من قبل الحركة داعياً لأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذه الردود. وفي ذات السياق أكد علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان أن مقتل خليل سيؤثر على مسار التمرد في دارفور وتوقع أن تقود الخطوة بعد فترة للجنوح للنضال السلمي بدلاً من ممارسة العنف والكفاح المسلح. وتوقع أن تشهد هذه الأيام نزعة انتقامية لحركة العدل والمساواة للثأر من مقتل زعيمها لكنه عاد وقال إن هذه النزعة لن تستمر كثيراً. وقطع السنهوري بأن مقتل خليل لا يعني نهاية حركته وحركات التمرد في دارفور معرباً عن أمله في أن تكون الحادثة نهاية للعنف وتفتح الباب أمام التحول للنضال السلمي منوهاً إلى أن العنف ليس طريقاً لمعالجة الأزمات الوطنية. داعياً كافة القوى السياسية بالبلاد للتوحد من أجل قضايا البلاد وقال إننا دون ذلك سوف نتجه نحو التقسيم والتفتيت. مشدداً على ضرورة مقارعة النظام استناداً على الثوابت الوطنية وليس خروجاً عنها. واعتبر بروفيسور حسين سليمان أبو صالح وزير الخارجية الأسبق مقتل د. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بداية النهاية للذين يُريدون فرض وصاية على السودان، وقال في تصريح خاص ل (آخر لحظة) إن ما حدث تحليل (مضحك) فهو كان يقود حركة إرهابية وعنصرية لا تسعى إلى عدل أو مساواة وكانت ترغب في الدخول للخرطوم مرة أخرى لكن القوات المسلحة السودانية مع كافة أهل السودان صدوا الحركة من أطراف دارفور وحدودها مع كردفان، وأكد أبو صالح أن السودان يواجه بمهددات طمعاً في أرضه وموقعه الإستراتيجي وتعمل كثير من القوى الأجنبية على تقسيم البلاد وفقاً لمخططات مدروسة وعلى رأسها دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) التي عملت منذ أعوام عديدة على دعم المتمردين في جنوب السودان والآن مناطق أخرى وجعل البلاد في حالة عدم استقرار حتى لا تتمكن من النهوض وقد اعترفت إسرائيل أخيراً بأنها حققت بعض أهدافها وتوجت أعمالها بفصل جنوب السودان.