بدأت هجمات حركة العدل والمساواة على شمال كردفان ومناطقها النائية التي ليس بها قوات نظامية كبيرة، أو تكاد تعتبر خالية من القوات الأمر الذي شجع العدل والمساواة على اختيارها لهذه المناطق تحديداً.. مصادر آخر لحظة أكدت أن قواتنا المسلحة السودانية الباسلة هجمت على العدل والمساواة داخل منطقة «أم قوزين»، وفر جنود خليل بعد أن كبدتهم قواتنا المسلحة الخسائر هائمين على وجوههم إلى داخل غابة «جريح السرحة» ثم حاصرتهم القوات المسلحة من ناحية شمال دارفور ومن الناحية الغربية والناحية الجنوبية بقوات الاحتياطي المركزي، ثم زحفت قوات خليل إلى منطقة ود بندة.. وهنا تسربت المعلومات بوجود خليل إبراهيم نفسه على قيادة قواته، وأشارت مصادر «آخر لحظة» إلى أن دخول خليل عبر شمال كردفان والهجوم على القرى محاولة لتغطية دخوله إلى جنوب السودان بغرض إعادة تنظيم صفوفه وعلاجه، لأنه كان مريضاً، الأمر الذي جعله يقود هذه التحركات بكل قواته وكل معداته وقياداته، وهو نفس السب الذي جعل قواتنا المسلحة تسد المنافذ الجنوبية وتأمينها تماماً، وحوالي السادسة مساء كانت القوات المسلحة قد تمكنت من السيطرة على الموقف وإطلاق مدفعية تابعة لقواتنا بشمال دارفور التي حاولت العدل والمساواة الزحف نحوها بعد أن سدت المنافذ الجنوبية في منطقة أم جرهمان و بعد مطاردة قتل «خليل ابراهيم». وأكدت مصادرنا أن حركة العدل والمساواة قامت بالاعتداء على منطقة «أم قوزين» و«الزرنخ» ونهبت الوقود والمواد التموينية وأسرت عدداً من المواطنين «الشباب» بغرض تجنيدهم، الأمر الذي يؤكد أن حركة العدل والمساواة كانت في حالة الاحتضار تبعاً لانهيار نظام القذافي. يرى البعض أن اغتيال الدكتور خليل إبراهيم أهم أحداث عام 2011 باعتباره آخر قائد ميداني لحركة التمرد في السودان بعد انفصال الجنوب، حيث إن باقي القيادات تقيم في الجنوب مع ما تبقى من قواتها وتأثيرها على الأحداث ضعيف أو يكاد يكون معدوماً. وهناك من يرى أن اغتيال خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بمثابة التوقيع على شهادة وفاة الحركة التي حُررت قبل عدة أشهر أو منذ اندلاع الثورة على القذافي، ويرى البعض أنها نهاية لكل أدب التمرد في دارفور، خاصة بعد أن حصلت الحركات الأخرى على مطالبها عبر التفاوض، وبين هؤلاء وأولئك نتابع ردود الأفعال. ويرى مراقبون سياسيون أن أي حركة تمرد على سلطة لاتنجح، إلا إذا وجدت ملجأً آمناً في دولة مجاورة ودعماً خارجياً، وقد نمت حركة خليل بتوفير هذين العاملين، حيث أن تشاد وفي مرحلة من المراحل وفرت الملجأ الآمن لكل حركات التمرد في دارفور بضغوط من الدول الأوربية وإسرائيل وأمريكا، وكانت ليبيا في عهد القذافي تمثل الداعم الأكبر بالمال والسلاح، وبعد المصالحة بين السودان وتشاد وتركيز أمريكا على فصل الجنوب وإبعاده عن شؤون شمال السودان أضحت ليبيا في عهد القذافي الملجأ البديل، إضافة إلى دورها في التمويل والتسليح المستمر منذ قيام حركات التمرد في دارفور. ضعفت قدرات الحركة بعد المصالحة بين ديبي والبشير، وبعد مقتل القذافي وانتهاء نظامه لم يتبقَ للحركة أي قدرة على شن هجمات، وأصبحت بالفعل في طور الاحتضار بعد الانشقاقات فلم يتبقً لها إلا العمليات التي تحدث فرقعات إعلامية لإقناع حلفائها في الجنوب أنها على قيد الحياة، أي أنها عملياً لم يعد لها وجود. بالتالي فإن هذا الاغتيال ليس إلا توقيع على شهادة وفاة الحركة التي حررت قبل شهور، وفي نفس الوقت رسالة إلى الفلول المتبقية التي تختبئ في الجنوب بأنها أصبحت بلا حليف ولا غطاء في الداخل، وتأكيد إضافي للقوى الخارجية بأن الحركات المسلحة السودانية لاتحقق أي نجاح مهما وجدت من دعم، لأنها في الغالب بلا قضايا حقيقية في غياب الصراعات العرقية والتداخل بين كل مناطق السودان وأعراقه وحاجة المناطق التي تشهد عمليات المتمرد عادة في الأطراف التي تحتاج الى مساندة المركز ومناطق الاستقرار في الشمال والوسط في الغذاء والعمل واللجوء من خلال فترات المجاعة التي أضحت متكررة في العقود الأخيرة، وبالتالي لايقتنعون بأي أدب يحرض على التمرد والانفصال عن المركز والوسط، وهذا أحد أقوى عوامل فشل التمرد في السودان.