روت الحكومة تفاصيل مقتل زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم و30 شخصاً من قياداته وطواقم حراسته، في معارك ضارية دارت على الحدود بين ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان، واكدت ان المعارك لا تزال مستمرة لتدمير بقية القوة وتحرير 700 من الشباب اقتادتهم الحركة قسرا بنية تجنيدهم في صفوفها. وقالت السلطات ان خليل دفن حيث قتل في بلدة أم جرهمان قرب منطقة «ام قوزين» في شمال كردفان. لكن المتحدث باسم حركة العدل والمساواة ، جبريل آدم، أكد ان زعيم الحركة خليل ابراهيم قتل عصر الخميس الماضي في غارة نفذتها طائرة مجهولة أطلقت صاروخا بالغ الدقة على خليل عندما كان في معسكره، نافيا حدوث أي اشتباك بين الجيش وقوات العدل والمساواة. واعترفت حركة العدل والمساواة، بمقتل زعيمها خليل إبراهيم، خلال اشتباكات بولاية شمال كردفان، وأكد مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة، جبريل إبراهيم، مقتل شقيقه «خليل» في غارة جوية استهدفت موكبا عسكريا كان ضمنه، ورفض الحديث عن أية تفاصيل عن الحادثة، معتبرا اختيار بديل عنه «سابق لأوانه». وابلغ مصدر امني ان قوات الجيش ما زالت تطارد قوات العدل والمساواة التي هاجمت مساء امس منطقة «الخمسات» بشمال دارفور، حيث اعتدت على اسرة فقتلت اثنين من اطفالها واصابت رب الاسرة الذي نقل الى مستشفى اللعيت، وبعدها توجهت الى بلدتي «شق زروق» و»شق دنكس» . وكشف المصدر ان القوات المسلحة اسرت ليبيين كانوا برفقة قوات خليل، ورجح ان يكونوا من بقايا كتائب القذافي وأكد والي شمال دارفور عثمان كبر ان خلافات دبت بين قوات خليل المتمركزة بين منطقتي الطويشة واللعيت مما أدى إلى تصفية 17 من حراس خليل . وكشف المتحدث باسم الجيش، العقيد الصوارمي خالد سعد، في مؤتمر صحفي امس، ان خليل اصيب «اصابة قاتلة» في معركة عند منطقة «ام قوزين» عند الساعة الخامسة من عصر الخميس الماضي، وسارع جنود خليل الى اخلائه جنوبا بغرض اسعافة في منطقة أم جرهمان، القريبة من شمال دارفور. حيث لقي حتفه هناك ومن ثم عمدت قواته الى دفنه في المنطقة بغية اخفاء موته عن بقية المجموعات المتحركة من قوات العدل والمساواة حتى لا تصاب بالاحباط. واضاف ان القوات المسلحة تلقت اتصالات من اهالي القرى التي مر بها خليل او تلك التي استهدفها، ما جعل القوات المسلحة تخطط لاستدراج قوات خليل لما يسمى ب»ارض المقتل». وافاد الصوارمي، بأن خليل ابراهيم، قاد تحركا من اعالي منطقة وادي هور على متن 140 سيارة «لاندكروزر» تقل كل سيارة (2 3) من جنود الحركة اي ما يقارب ال300 جندي على اربع مجموعات منفصلة يفصل بين كل مجموعة والاخرى 2 كلم بقصد الدعم والمساندة في حال تعرض اي منها لهجوم. وبدأ خليل ابراهيم بحسب رواية الصوارمي الهجوم على منطقة ام قوزين شرقي منطقة ام كدادة، وتمكنت الحركة من الاستيلاء على 20 سيارة تتبع لاهالي المنطقة بجانب اقتياد 85 من شباب المنطقة قسرا بغرض تجنيدهم في صفوفها. واضاف ان قوات خليل تحركت الى منطقة «المشروع الاخضر» بالقرب من ام بادر بشمال كردفان وعاثت فسادا ونهبت ممتلكات الاهالي واسرت 85 من شباب المنطقة، وتوجهت الى منطقة (ارمل) الغنية بالذهب واقتادت عددا من الشباب، وقفلت راجعة الى منطقة ام قوزين وفي طريقها اليها وبالقرب من منطقة «ام عضام» اشتبكت مع القوات المسلحة، حيث جرح زعيم الحركة خليل ابراهيم. وبحسب المتحدث باسم الجيش، فإن عناصر القوات المسلحة تمكنت من تدمير 12 عربة لاندكروزر و4 سيارات كبيرة وتانكر للوقود، بجانب قتل 30 من قوات خليل. من جانبه، كشف وزير الاعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، علي مسار، عن اجتماع كان يرتب له خليل ابراهيم يوم 28 ديسمبر الجاري بمدينة كمبالا مع تحالف الجبهة الثورية بجانب مالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان وبعض قادة القوي السياسية الشمالية، وهو ما جعله يقصد التوجه الى جنوب السودان. وقال مسار في مؤتمر صحفي بمنبر سونا امس، ان مقتل خليل ابراهيم هو نتيجة حتمية للطريق الذي اختاره الرجل، وطالب حاملي السلاح من ابناء دارفور بتغليب صوت العقل والحكمة، واشار الى ان موقفه كان سلبيا تجاه جهود عملية السلام التي تحققت في الدوحة، وقال ان خليل استمر في منهج العنف والتخريب وترويع المواطنين، وشدد على ان الجيش لايزال يحاصر قوات حركة العدل والمساواة و»قريبا ستسمعوا انباءً سارة».