نفى المدير التنفيذي لصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عن ما أسماه بتباطؤ عمل الصندوق وقال إن تنفيذ المشاريع بلغ حتى الآن 600 مشروع في مختلف المجالات، كما تحدث عن إنجازات اتفاقية الشرق وقضايا أخرى متعلقة بالصندوق خلال هذا الحوار: كم عدد المشاريع المنفذة وكم كلفت حتى اللحظة؟ - حتى اللحظة تم بحمد الله تنفيذ 600 مشروع في مجال الخدمات العامة من صحة ومياه وتعليم وتنمية اجتماعية، وتقييم المشاريع بالتكلفة المالية وتتساوى فيها الولايات الثلاث في نصيب الثلث، كما أن العدد الكلي للمشاريع المنفذة لا يعني أن المشاريع التنموية تم إنجازها وهناك الكثير من المشاريع المراد تنفيذها في إطار جهود الصندوق الذي يقوم بدراسة المشاريع الخدمية بصورة تدفع بمزيد من التنمية في ولايات الشرق الثلاث كسلا، القضارف والبحر الأحمر. ما هي علاقة الصندوق بالولايات، وهل الصندوق يُعد خصماً على الولايات في ميزانيتها؟ - تعتبر ميزانية الصندوق إضافة دون المساس بميزانيات ولايات الشرق، وميزانية الصندوق مخصصة لتنفيذ المشروعات الإنمائية.. ووزارة المالية الاتحادية ملتزمة بمبلغ 600 مليون دولار، وهو التزام إضافي المكون المحلي لمشروعات المانحين، وفي هذا الإطار تم الحصول حتى الآن على نسبة 50% من المبلغ وسيكتمل خلال فترة عام وفق برمجة الحكومة فيما يلي مشروعات المانحين خلال ال5 سنوات القادمة. هناك حديث حول قلة المشاريع عما تحتاجه المنطقة مقارنة بالوضع سابقاً؟ - أولاً بالرغم من التحديات الاقتصادية إلا أن ما تم إنجازه من مشاريع يشير إلى أننا نسير نحو تحقيق الأهداف المرسومة من قبل الصندوق خاصة في تنفيذ مشاريع الخدمات من تعليم وصحة ومياه وكهرباء، وأحدثت تغييراً واضحاً دون أدنى شك ونفذت المشاريع بنفس المتطلبات التنموية بحسب التزامات المانحين والدول العربية الملتزمة بما يليها. هل وجدتم أو لمستم الالتزام من قبل الجهات المانحة؟ - نعم نستطيع أن نقول إن هناك التزاماً من العديد من الجهات المبادرة خلال منتدى ومؤتمر المانحين، وقدمت خلالهما 25 مشروعاً للاستثمار وهي جاهزة، كما التزمت إيران بمبلغ 200 مليون دولار وتم عقد اتفاقيات لإنشاء مصنع للسكر في حلفاالجديدة و(8) مصانع أخرى أيضاً، كما تم العمل في مشروعين تقوم به شركة سكر كنانة في القضارف، وما زلنا نطرح بقية المشروعات ونحن بدورنا أكملنا كافة الأعمال والتصاميم وتحديد الاستشاريين والمقاولين في مشروعات المنحة الكويتية ومنح الصندوق العربي للتنمية، وهناك تصاميم لمشروعات القروض المقدمة لتشمل مشروعات الكهرباء والطرق ومشروعات زراعية، وتمت أعمال البرمجة لتبدأ بحلول عام 2012 وتستمر مدة التنفيذ 5 أعوام بالتتالي. كما ننوه إلى أن الصندوق باشر في تنفيذ خزان ستيت بمبلغ 100 مليون دولار، وتم قطع العمل فيه بنسبة 20% يستفاد منه في ري مشروع زراعي تقدر مساحته بمليون و200 فدان، إضافة إلى ري المناطق، سينتج الخزان كهرباء بحوالي 350 ميقاواط و2 مليار مكعب من المياه، وهذا المشروع بداية لمحاربة الفقر ويعتبر من أكبر مشاريع الأمن الغذائي في السودان. نسمع أحياناً أن هناك عوائق تواجه الاستثمار من حيث انسياب الإجراءات وتخصيص الأرض والرسوم؟ - هذا الأمر تناولته وسائل إعلام مختلفة، ومؤخراً قامت الدولة بإنشاء مجلس أعلى للاستثمار يرأسه الأخ رئيس الجمهورية، وسيتم إنشاء إدارة خاصة للاستثمار، وجرى تعديل قانون الاستثمار ليصبح ملائماً ومشجعاً للمستثمرين يلبي طموحاتهم ويزيل المعوقات مثل تخصيص الأرض والرسوم، وعقدت مؤتمرات عديدة أحدثت انفراجاً واسعاً شجعت دول مثل الصين وقطر على الولوج بقوة، وحالياً شهدنا فعاليات المؤتمر الاستشاري الزراعي، وهناك حراك مكثف من الدولة للاستثمار الزراعي. هذا فيما يخص الاستثمار عموماً، ماذا عن جهودكم الاستثمارية في الشرق؟ - نحن بدورنا مؤخراً توجهنا نحو الزراعة وخصصنا مبلغ 50 مليون دولار لتأهيل مشروع حلفا الزراعي، و50 مليون دولار لمشروع طوكر الزراعي، و50 مليون دولار أخرى لمشروع القاش الزراعي، بالإضافة إلى ترقية وتطوير الزراعة الآلية بالقضارف، جملة المبلغ المخصص هو 250 مليون دولار ممولة من البنك الإسلامي بجدة. تردد أن محلية حلفا لم تطلها مشاريع التنمية المستهدفة من قبل الصندوق؟ - مشاريع حلفا خصص لها مبلغ 50 مليون دولار يشمل تأهيل مشروعات البنية التحتية وتطوير الخدمات الزراعية التعليم، الصحة، المياه والكهرباء وتعبيد الطرق، وقد قمنا بتطوير خدمات المياه في 17 قرية، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى ريفي ومشاريع متزامنة في مجالات التدريب وصيانة وإنشاء مراكز صحية ومجالات إصحاح البيئة، وهذا يشكل نصيباً متساوٍ لما قدم في محليات الشرق الأخرى. ماذا عن عمل المجلس القومي للتنمية العمرانية؟ - الصندوق لا يدخل في هذا المجلس وهناك تنسيق بيننا في مجالات الخطط العمرانية بالولايات. هل الصندوق استطاع أن يميز الشرق ليحقق طموحاته التنموية؟ - دون شك استطاع الصندوق أن يحدث طفرة تنموية للأرض وأعاد بناء الكوادر البشرية وما زال هناك تميز إيجابي لأبناء الشرق الذي يحافظ على الاستقرار ويعد الكفاءات القيادية مستقبلاً، وعليهم التركيز على إجماع الناس وعلى ما يبني ولا يهدم، ورفع شعارات السلام والتنمية لخدمة مواطن المنطقة عموماً. هل الصندوق عادل في توزيع وتنفيذ المشاريع الإنمائية؟ - نحن في الصندوق نعمل بمهنية عالية ولا تستطيع أي جهة سياسية أن تؤثر على العمل المهني والمدروس، ونقوم بتنفيذ المشاريع وفق خطط ودراسات متأنية بإشراف خبراء في المجال، ونضع في الاعتبار المهام الموكلة إلينا باعتبارنا أمناء عليها، ونثمن كثيراً ما قام به الصندوق خلال الفترة الماضية.