بعض عناوين الأعمدة ومنابر الرأي تجلب لأصحابها (الهوى).. أو تخرج بهم عن المألوف.. فقبل سنوات كانت لبنى أحمد حسين الفتاة والسيدة المعروفة- رد الله غربتها- تخاطب قراءها تحت عنوان (كلام رجال..!).. أي أنها منذ البداية تجاوزت حقها في الموضوعية.. ومثلها وليس بعيداً عنها ما تخاطبنا من خلاله في صحيفة (التيار) الأستاذة هويدا سر الختم وهو (أجندة جريئة!).. فلماذا جريئة وليس موضوعية وفيها احترام للرأي الآخر واعتراف به..؟ هويدا بالأمس وبجرأة شديدة قالت في عمودها (أجندة جريئة): إن الدكتور خليل لم تنجح مفاوضاته مع الحكومة في تحقيق أجندة الحركة.. فاختار الحوار المسلح بديلاً للحوار السلمي.. وهذا معلوم.. إلا أن صاحبة الأجندة الجريئة.. عادت لتقول: (خليل في نهاية الأمر معارضة لها قضيتها وكانت تحتاج للحكمة في التعامل معها..! وثمة سؤال هنا: ما الحكمة المطلوبة مع من آثر الحوار المسلح وغزا مدينة أم درمان في مايو 2008 وقتل المئات من المواطنين وشرد الكثيرين في دارفور وبعد ذلك فتح له باب الحوار في الدوحة.. وأطلق سراح سجناء غزوته تلك.. بيد أنه لم يمضِ على طريق الحوار السلمي ومضى على طريق السلاح.. الذي كانت نهايته هو فيه كما حدث فجر الأحد 25 ديسمبر 2011م. الأستاذة هويدا جرياً على جرأتها وأجندتها الجريئة.. كانت ترى أن تدير الحكومة حربها الأخيرة مع خليل بتكتيك وتكنيك- هكذا قالت- يفضي إلى أقل الخسائر.. أي اعتقال قيادات الحركة وتقديمهم لمحاكمة عادلة.. ولكن كيف وحال خليل وجماعته كذلك؟! ألم يقل بوش (الابن) في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.. إنه سيحصل على أسامة بن لادن حياً أو ميتاًDead or Alive ثم دخل في حروبه الاستباقية إلى أن جاء خلفه الرئيس أوباما الذي قتل ابن لادن في داره وكان يمكن القبض عليه.. إذ لم يكن كخليل الذي خرج بجيشه وسلاحه ليحتل ويدمر ويحرق وصولاً إلى الخرطوم كما اشتهى وتمنى ووعد؟! إنها أجندة جريئة للغاية خرجت عن الحكمة والعقل والممارسة المعروفة في مثل هذه الأحوال.. وإلا فكيف يقابل من حمل السلاح بالزهور وأغصان الزيتون؟!