من أخبار الدامر السارة الخبر الذي أعلنه الوالي عن إنشاء مجمع الشيخ مجذوب جلال الدين في ساحة ود حامد، الواقعة شرق المسجد الذي بناه شيخ مجذوب في الجانب الغربي من الساحة، التي ظلت تعرف عبر تاريخ الدامر باسم صاحبها الذي أقيم ضريحه فيها، وبنايته حتى هذه اللحظة بساحة ود حامد.. وقد ظلت هذه الساحة سوقاً موسمياً للخشب- خشب الحريق- حيث ينعقد أواره كل يوم سبت وهو يوم السوق الاسبوعي للدامر، عندما كانت عاصمة تجارية لشمال وشرق السودان عبر قرون من الزمان.. وقد قام الشيخ مجذوب منذ مطلع الستينيات بتسوير هذه المساحة.. وربما لم يرض البعض ذلك.. وكانوا يتوقعون أن يتم تكريم هذا الشيخ- (ود حامد)- وأن ترمم بنايته وأن يماط اللثام عن تاريخه، كغيره من علماء الدامر، أمثال عبد المعبود، وموسى العزب، والذين طغى على تاريخهم العلمان الكبيران الشيخ المجذوب.. الحفيد الشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين، الذي سارت بذكره الركبان، وأحيا تراث جده العظيم الميدوب.. أو المجذوب حمد بن عبد الله (راجل درو) ضمين الدامر.. وضريحه وضريح والده العظيم عبد الله وسط أهله شاع الديناب درو.. والشاعديناب، كما يقول العلامة عبد الله الطيب هم أصل مدينة الدامر، كما جاء في تقديمه الفياض (لصوت من السماء).. وشاع الدين اسم القبيلة القديم بكل فروعها، شاملة أبناء عبد العال وشاع الدين.. والقطب الآخر الذي ظل اسمه لامعاً علماً من أعلام الفقه الإسلامي، والدعوة المحمدية الراسخة الشيخ حسين ود حمد .. جدنا.. راجل الحصاية.. وهما من علا ذكرهما وأوردهما ود ضيف في طبقاته مع ابن عمهما حامد أب عصا راجل سقادي وأم علي جد العمراب، فهو ابن عمر بن بلال الذي ينسب اليه، وقد ولد الشيخ حامد في سقادي وهي إحدى الجزر التي يكثر فيها أبناء شاع الدين وعبد العال- وولد والده عمر ود بلال في التميراب غربي الدامر، حيث ولد العلامة عبد الله الطيب، والمعلوم أن الشيخ حامد ينتمي أيضاً إلى الدامر وإلى جديه عبد العال الذي هو في ذات الوقت جد الشيخ المجذوب، وإلى شاع الدين إذ إن والده محمد ابن عبد العال ووالدة آبائه سكينة بنت شاع الدين. هذا الاستطراد مهم، ونحن نتحدث عن جزء مهم من تاريخ الدامر، الذي بعث فيه الشيخ مجذوب جلال الدين-أحسن الله إليه- ورحمه رحمة واسعة.. بعث فيه نهضة علمية ودينية وثقافية عالية منذ النصف الثاني من القرن الماضي بتأسيسه مسجد الشيخ مجذوب.. والمعهد العلمي الأوسط بمدينة الدامر، والذي سعى لأن يضم إليه نوابغ أبناء أهله من أهل الدامر، وما يحيط بها من بلدان.. وقد كان من نصيب أسرتنا أن يلتحق به شقيقي الأكبر المرحوم الشاعر الراحل عبد المنعم قدور، الذي كان نابغة في علوم العربية، وفي العلوم الإسلامية، إذ حصد جوائز المعهد ولا تزال هدايا الشيخ مجذوب لابنه عبد المنعم ماثلة في منزلنا حتى اليوم، تزينها حاشية الصفتي وتهذيب الآجرومنية وغيرها من الذخائر.. رحم الله جدنا ووالدنا الشيخ مجذوب.. ووفق ابن عمنا الهادي عبد الله لإكمال هذا العمل الكبير.