قال لي أحد كبار المسؤولين المهتمين بأمر الثقافة والفنون والآداب بهذا الوطن.. قال لي كل الولايات كرَّمت السر قدور إلا نهر النيل.. أهله في الدامر عاصمة الولاية مسقط رأسه ومسقط رأس آبائه وأجداده، والتي أسسها جده ناشر نور الإسلام في نبتة وعلوة والمقرة شاع الدين بن عرمان بن الأمير إدريس بن الأمير إبراهيم العباسي.. والذي كتب عنه وعنهم أحد أحفاده البروفيسور عبد الله الطيب وهو من أحفاد عبد العال وشقيقه شاع الدين أن (الشعديناب هم أصل مدينة الدامر).. ويوجد بها حتى الآن قبر مؤسسها حمد ضمين الدامر إلى جوار والده عبدالله راجل درَّو- والذي يقع خلف منزل كاتب هذه السطور مباشرة بدار شاع الدين. وقلت لمن لام وعاتب وقال هذا الكلام، حقاً لقد بادر أخي السياسي الأديب فيصل حسن إبراهيم والي كردفان السابق وأخي شيخ العرب أبو كلابيش بتكريم الشاعر الكبير في عروس الرمال، التي مجرد زيارة الإنسان لها وللبان جديد إكرام في حد ذاته.. ويكفي أن ترى فيها أهل الأبيض الكرماء.. وأن تنعم بذكرى وأنسام وأنفاس ابن عمنا العملاق ود القرشي وباهي نورنا.. أبو عثمان الذي هو أكرم من السيف.. وقلت له لقد كرمه الوالي ذو اللمسات الفنانة محمد طاهر إيلا الذي حول بورتسودان إلى أجمل مدينة على شواطئ البحار، وأعاد لها مجدها وجمالها ورونقها.. فحشد الناس في أستاد بورتسودان حول هذا الفنان الجميل والعملاق.. وبرنامجه الجميل، وقلت له يا أخي أهل الدامر جميعاً يحسون أن تكريم هذا الفنان الكبير تكريم لهم.. وهم يعتزون به.. ولا أشك أنهم فاعلون وأول الأشياء فيما أعتقد أن يجمعوا رأيهم وإرادتهم لتكريم هذا الرمز الفني والشعري والثقافي الكبير، وأن يكون هذا مدخلاً لتكريم رموز الدامر الكبار وعلى رأسهم البروفيسور عبدالله الطيب.. وإكمال الخطوات اللازمة لقيام مركزه الثقافي، وتكريم صاحب نار المجاذيب ابن بيت البركة وحفيد المجذوب الشاعر الفحل محمد المهدي مجذوب، وكذلك صاحب القلم الجرئ والفكر الثر والرأي الشجاع بن دامر المجذوب ورائد الصحافة وصاحب (الأيام) عمنا بشير محمد سعيد.. وغيرهم من أبناء المنطقة وضواحيها الذين تغنوا بها وبأمجادها.. وما أحرانا أن نقيم كرنفالاً كبيراً لتكريمهم فرداً فرداً.. وهل ننسى عكير الدامر، وجعفر حامد البشير، ومهدي الأمين (في سكون الليل)، وغيرهم من فحول دار جعل.. وأملنا كبير في أبناء دامر المجذوب أن يفعلوا كل ذل بجهدهم الذاتي والشعبي، ونحن معهم في كل عمل كبير يرفع رأس مدينتنا الخالدة.. ويصحح قول الشاعر الكبير رهين المحبسين توفيق صالح جبريل.. ويؤكد للجميع أننا أهل الوفاء وأن الدامر منذ أن خلقها الله هي دار الكرم والوفاء.. ومهد العرفان والتقدير... ألا حيا الله الدامر وأهلها الميامين قادة وقاعدة أدباء ومفكرين ومثقفين.