ü فرح الناس في الشوارع أمس وطربوا إحتفالاً برأس السنة في كل عام أتجول في شارع شارعين لأرصد حركة الاحتفال برأس السنة وهي احتفالات قلت من قبل إن كثيراً من الناس لا يعبأوون بها - فالفيهم مكفيهم وزيادة!! ومع ذلك هناك من يضرب «الهم بالفرح» . وللحقيقة والتاريخ فان الخرطوم عاشت أمس احتفالاً من نوع خاص فالسماء «القريبة» من القصر الجمهورية إمتلأت بالألعاب النارية الملونة التي نتمنى أن تنداح وتشمل كل« السموات» القريبة من الناس في النجوع والبوادي والمدن البعيدة وإن تشبه سماء بلادنا سماء لندن التي رأيتها أمس في القنوات الفضائية زاهية وملونة وفرحه بإستدامة الحكم الديمقراطي وهيبة الحكم التي لا يمكن فصلها من قدرته على توفير الحياة الكريمة لمواطنيه فلا توجد هيبة لأي نظام أو «حكومة» إن لم نحافظ على «المطلوبات» التي يريدها المواطن في الحرية والكرامة والعدل والمساواة والعيش الكريم!! الغالبية العظمى التي خرجت في ليلة رأس السنة افترشت شوارع النيل والميادين العامة وجوار الكباري وحدائق «6» ابريل وكثير من المنتزهات التي يمتلكها «حبيبي مرطب بدلاً من حبيبي مفلس التي كانت« ملح» أما حبيبي مرطب فتذكرتها جنيه واحد»..! والقصة في النهاية احساس وشعور بأن هناك أناساً كثر يحتفلون معك بشئ مميز ومختلف وأن يتفاءل الناس بأن القادم أحسن ولا بأس أن يتناول الجميع «شوية» شاي أو «قزارة» بارد وقطعة «كيكة» من النوع الذي تصنعه الصبايا و ذوات الخدور في المنازل. لا أعرف لماذا يصر شبابنا على ممارسة هذه الألعاب ثقيلة الدم إنهم يقذفون المارة بأكياس من الماء أو البيض. وهناك من يقول إن البعض يستخدم مياه «البلاّعات» في إشراك الآخرين معه إحتفاله برأس السنة و إكرامهم بهذا النوع المفضل من «العطور» لديه ..!! وفي كوبري الحلفاية «الجديد» والجديد شديد «فصبيان» هذه المنطقة يستخدمون الدقيق، ولا أعرف الحكمة من ذلك؟ هل هو سلوك عدواني يحتاج لدراسة؟ أم هي شقاوة عيال؟ أم هو الفراغ العريض والبحث عن التنفيس في زمن الكبت و«الحرمان» ..! بجوار النيل وفي بحر سماحة بالحلفايا جلست أحدق في النهر و بجواري «محمد عبد العظيم» و اقرانه يغمسون ارجلهم داخل الماء في حبور .. كشافات الكبري «تنعكس» على سطح النهر المتلألئ فتعطي اللحظة «رونقاً» وبهاء .. اتابع تلك الموجة المسافرة في هزيع الليل والبرد والظلمة وفي النفس والخاطر سؤال أين تمضي بنا «الموجة» المسافرة دوماً في بحر «السكون» !!.