قال تعالى في محكم تنزيله: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). تطالعنا المسماة وداد كمتور- الدخيلة على ديوان الضرائب- كل يوم بشيء من الغث من القول.. الذي ينم عن خلط في المعلومات يشئ بأنها تهرف بما لا تعرف، ويقيننا أن الحماس وشيء من الظن في غير محله، بأنها وجدت ضالتها للشهرة والتحفيز، علها تشفي غليلها من مال الضرائب الذي يكدح العاملون لجمعه بشق الأنفس، فهي لم تعرف كيف تجمع معلوماته.. وكيف تقدر الضريبة، وكيف تفاوض لتقنع دافع الضريبة وتحصل.. بل جاءت وافدة بعقد.. الله أعلم كم يساوي مرتبها مقارنة مع رصفائها ممن زحفوا عبر السنين، فأصابهم الرهق والنصب في مهنة أقل ما يطلق على ممتهنها أنه (بتاع ضرائب)- وإن كانت الكاتبة تجيد الشتم والتحريض، وتلويث الصحف بسيء القول، فما نحن بمن يقول لها بقول الشاعر.. نجابك عرضك منجى الذباب حمته مقاذره أن ينالا... ولكن نقول لها أقعدي فأنت الطاعم الكاسي.. بدأت بدايتها في الذود عن قوانين الضرائب، بطريقة كنا نرى أنها وجهت وجهتها الصحيحة.. لكنها إنحرفت عن الدرب، وولجت طريقاً يضل به الحريف، ومشت في غير هدى، وأقحمت نفسها في خلاف بين إدارة ونقابة، وفي سبيل إرضاء السيد محمد عثمان صارت بلغتها الركيكة حكامة وحطيئة وجريرا.. وبلغتها المغرقة في الركاكة نقول بقول المثل السوداني: (صفقوا ليها وراحت ترقص).. (يلحقك بي جاهو)سيدة وداد إن الأرقام التي ذكرتها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، أقل ما فيها أن استقطاع بدل الوجبة المذكور لا يتجاوز ستين ألفاً، لا تكفي حتى لدعم العلاج بالداخل، وهناك حسابات معدة ومراجعة.. أما تضخيم المبالغ التي ذكرتها، فلاشك أن من زودك بها لم يفلح، وأنت لم توفقي سيدتي في التحليل.. وقانونية مجلس التنسيق من عدمها تستحق فيك قول الشاعر.. ما للنساء وللكتابة والخطابة.. هذا لنا والله أعلم بالباقي.. وليس حطاً من قدر النساء، ولكن بمثل لغتك وطريقتك في التعبير- (نسوانا يبرن)- وما مجلس التنسيق إلا حلاً لمشكلة في تكوين النقابات داخل المؤسسة التي يصعب تكييفها بين ولائي واتحادي.. وأما النقابة فقد قصرت في حق العاملين يوم أن سمحت للنبت- لا نقول الشيطاني- بأن يتسرب إلى الديوان لهثاً وراء الحوافز التي لا تشبه حوافز العاملين بمرتباتهم الضعيفة، وإنما (أرنب أرنبين- ناساً حاله زين)، ومن أوشكت الدواوين التي أتوا منها مرتحلين، وكل الناس اتنين اتنين.. ليملأوا المركب بعد خوفهم من أن يتم دمجها في وزارات أخرى... لكن جاءوا وأول ما فعلوه أشعلوا النار بين النقابة والعاملين، ليزحفوا ويحتلوا أهم الإدارات.. ليمارسوا الاستعلاء في الديوان، ثم يركبوا ظهور العاملين المحاسبون يتوجسون خوف التنقلات الإنتقامية من أن ينبسوا ببنت شفة عن الحوافز التي يصرفها بعض الوافدين، التي لم يحلم بمثلها في وظيفته السابقة ولم يحلم بها العاملون في الديوان يوماً.. بل ذهب الأمر الى أن يستعلى على من يعلوه رتبة وخبرة في الديوان، ويمارس عليه سطوته، وإن سفل عنه في الدرجة.. هذا الأسلوب هو ما أضر بالخدمة المدنية منذ بدايات الإنقاذ.. حين كان بعض منسوبي النظام يمارسون الاستعلاء على رؤسائهم بحجة الولاء.. مما حدا بالدولة أن تراجع سياساتها، لكن نقول للسيد محمد عثمان لا مشكلة في أن نختلف، فمن الممكن أن نتفاوض ونصل إلى الحل.. أما إطلاق التصريحات من قبل من يصطادون في الماء العكر من أهل (المديدة حرقتني)، فهؤلاء أضر ما يكون أحدهم على مستقبل مصلحة إيرادية تنتظرها الدولة لخلق التوازن الاقتصادي.. وقناعتنا بأن السيد الدكتور محمد عثمان من علماء الإدارة في السودان، وفي عمر مصقل بالحكم والتجارب.. نلتمس أن يكون أداة لدفع العمل النقابي بالديوان، ونحن مستعدون بالطريق العديل.. وليس بطريق الذين يذرون الرماد في العيون، ممن لهم فضائح وسوابق في الخدمة، فأرادوا أن يشعلوا الفتنة ويحرضوا العاملين، واتلم عليهم أمثال وداد كمتور، لتسود صفحات الصحف بغث القول من شتم وسب لا يشبه بنات السودان، فيا وداد مكانك تحمدي أو تسترخي.. ولنا عودة يا صحافة. السر أحمد محمد الأمين- رئيس الهيئة الفرعية النقابية