وقع الأستاذ فاروق أبو عيسى في أشر أعماله وأقواله بالأمس، عندما أخذ ينتقد الحكومة والنظام - وهذا حقه - ولكنه زاد على النقد شتائم لا تخرج إلا ممن فقد أعصابه ولم يعد لديه قدرة على الصبر، وبالتالي لم تعد لديه القدرة على الحرب.. وهو يستعد لمنازلة النظام.. أو لم يقل شاعرنا الكبير عبدالله محمد عمر البنا في تائيته الشهيرة:- الحربُ صبرٌ واللقاءُ ثباتُ* والموتُ في شأن الإله حياة أولم يقل شاعرنا ذلك قبل أكثر من مائة عام؟.. نعم قال ذلك، ولكن يبدو أن الآخرين لا يتعلمون من الأولين، ولا يريدون التعلم من تجارب الغير،لأن السياسي القديم والقيادي الذي أنكر يساريته وانتماءه للحزب الشيوعي من قبل، خرج من طوره وهدوئه المعروف، بأن أخذ يتعدى بالقول على الذات العلية - سبحان الله عما يصفون- بأن قال أمس وأمام عدد من الصحفيين والسياسيين داخل (منبر الشارع) التابع لمرصد حقوق الإنسان في الخرطوم (3) التابع لقوى الإجماع الوطني، حول ما أسمته تلك القوى (الهجمة الشرسة على الحريات.. الأسباب والدوافع - رأي الشعب. نموذجاً).. قال وبالصوت العالي: (الجماعة ديل ربنا محرشهم علينا) - استغفر الله العظيم - كأنما السيد فاروق أبو عيسى ومن معه من قوى الإجماع الوطني في خصام مع رب العالمين حتى يحرّض عليهم الحكومة أو غيرها.. أراد «أبو عيسى» أن يكيد للحكومة وأن يستعيد مجده الأحمر الآفل بدايات العهد المايوي، قبل أن ينقلب عليه الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وعلى غيره ممن أرادوها أن تكون لغير الله. نعم.. أراد «أبو عيسى» الكيد فارتد الكيد عليه، وانقلب السحر على الساحر، وحاول السيد أبو عيسى أن يستفز ممثلي «آخرلحظة» قبل أيام عندما قال لمن اتصل عليه: (أسألوا ناس الأمن خلوا يدوكم محضر الاجتماعات)، وهو يعلم - وإن لم يكن يعلم ها نحن نخبره الآن أن محاضر الاجتماعات لا ترد إلينا من الأمن، بل من داخل عضوية المشاركين في كل مؤسسات وتنظيمات المعارضة، يأتي البعض إلينا ويحكى ويحكي ويزيد ويعيد ولا نملك سوى أن ننشر.. ولكننا نقول للسيد أبو عيسى إن كانت أجهزة الأمن تخترق تنظيماتكم إلى درجة نقل كل ما يجري داخل الاجتماعات فما الذي تنتظرونه، ولماذا التمسك بمبدأ (سري للغاية) الذي اتخذتموه نهجاً لكم في كل تعاملاتكم السياسية؟ ونختم بأن أبوعيسى ومن معه على موعد قريب بنشر تفاصيل اجتماعاتهم (السرية).. وهو على موعد بعد زلة لسانه المسيئة، على موعد مع نيران لا نحسب أنها ستخمد لأن تطاوله تجاوز مكانة الحكومة التي تصمت أو تسكت فذلك شأنها، لكنه تطاول على ما هو أعلى وأغلى وأعز (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .. صدق الله العظيم .