صباح أمس وأنا فى طريقى الى (كشك )الجرايد دخلت بشارع فرعى فيه خمسة أشخاص ..ثلاثه منهم يتحدثون فى الموبايل «وهم ماشين» أحدهم يتحدث برطانة شرق أفريقيا..والثانى بعربى (مكسر) والثالث بلغة المدينة ..الرابع كان ينظر الى الموبايل يقرأ رسالة أو يكتبها الخامس وضع سماعة على اذنه ويبدو أنه فى حالة طرب..فهالنى هذا الولع بالموبايل.. وأزعم اننا أصبحنا من المحاصرين جداً بهذا الجهاز العجيب..وغنى عن البيان أننا أكثر الشعوب استخداماً لهذا الساحر.. ولاحظت إن موبايلى امتلأ بالاسماء فاضطر الى كتابة محمد (تو)..ومحمد (ثرى)..وآخر باسمه وإسمه الكامل..من النادر أن يستخدم أحدهم نمرة هاتف مستمرة ..على عكسى تماماً.. فأول رقم هو رقمى الأخير..كما اننى استخدم أجهزه عادية لا تغرى على السرقة..وإذا نسيته فسرعان ما يلحقنى به احدهم ..يبدو إنه لايرغب فيه أحد .. هذا الولع بالموبايل فيه خطورة ما ..استشعرها ولا أعرف كنهها..وذات مرة قبل سنوات كنت اتسامر مع دكتور (شلقامى) أخصائى الأنف والأذن والحنجرة ..فعرفت إنه لا يستخدم الموبايل ولم يستخدمه..رفض أن يبدى اسباباً..وحصر الأمر فى إنه لا يرغب فى ذلك..يبدو إنه لحرصه الطبى لم يشأ ان يفتى بما لايعرف من أضرار لهذا الجهاز..أو يعرف ولكنه لا يريد أن يرعب الناس..عموماً هذه إشارة الى إنه من الممكن أن يكون المحمول أو الجوال أول الموبايل مسبباً لمشاكل صحية ..والله اعلم.. فى الجانب الاجتماعى هنالك بعض سلبيات الموبايل..منها كشف الحال..ففى المواصلات والاماكن العامة ..تقتحمك اسرار الناس..من يكورك فى زوجته..ومن يطالب بدين..ومن يقطع فى مديره..كما إنه علم الناس الكذب....ربما لم يعلمهم ولكنه كشفهم لنا.. فلما كنت من الراجلين استخدم المواصلات فاستمع إلى أكاذيب مثل موظفة كانت تتحدث مع شخص وتحلف له بانها اضطرت لركوب تاكسى..وأنها الان تمتطى التاكسى للحضور بينما كانت تجلس قربى فى الحافلة ..ولما نظرت اليها لأعرف هذه الجرأة على الكذب عضت على شفتيها كناية عن«ماتكلم زول» أو هى خدعة ..أو ربما تراها كذبة بيضاء.. نحن نزيد فى وظائف التقنية ..فخلق الله الموبايل لوظائف محددة فوسعناها..وأصبح أداة للسمر والونسة .. ومتابعة الابناء.. ورقابة الازواج.. من أخطر سلبياته تلك الرسائل المفخخة التى درجت عليها بعض الشركات خارج السودان وغالبا من لبنان ..تغريك بمسامرة الفتيات.. وكثيراً ما تصلنى ومرات حب الاستطلاع يجعلنى اتصل ..فتجد فتاة تجيب عليك مرات لتسامرك فى براءة .. ومرات فى مجون .. آخر مرة وصلتنى رسالة واتصلت فوجدت فتاة تغرينى بالحديث على أى نحو.. ولما حدثت السيدة زوجتى بهذا المشروع.. قالت فى أسى : « كر على أولادنا المراهقين» .. !!