لعل الأقدار وحدها جعلتني اذهب لمكتب السجل المدني بالخرطوم وسط، قاصداً استخراج الرقم الوطني.. فقد فاتني استخراجه مع الزملاء بالصحيفة... وما كنت أعلم أنني موعود بزيارة للسجل المدني... وعلى أية حال فعلتها يوم أمس قاصداً اكمال اجراءات التسجيل.. ولعل من محاسن الصدف أن كنت احمل انطباع التسويف والتطويل الذي يصاحب استخراج الرقم الوطني... فلو لم يفتني استخراجه بالصحيفة، لما عرفت الحقيقة التي تكشفت لي فصولها من متابعتي اللصيقة للاجراءات. دلفت إلى مكتب الخرطوم وسط للسجل المدني... فوجدت زحمة من ابناء هذا الشعب.. يتراصون ابتغاء الوصول إلى سحب استمارة.. وقد رأيت بأم عيني مدى اجتهاد الموظفين لتطويع الامكانيات البسيطة، وتسيير العمل بصورة متحضرة وواعية.. حتى يستطيع الكل الحصول على ما يريد من خدمة.. قبالة مكتب المدير.. تجلس فتاة على منضدة، سألتها ان كان المدير موجوداً...؟ ردت بالنفي، واردفت بسؤال عما أريد؟.. فاوضحت لها أنني اسعى لاستخراج الرقم الوطني .. فارشدتني لمكتب سحب الاستمارات.. ففعلت، وملأت استمارتي.. وارجعتها بكامل بياناتها.. فقيل لي أن احضر غداً.. فعلت... وكانت هنالك »كوتة« من الاجراءات من تنشيط لرقم التذكرة، التصوير، البصمة، الأرشفة، ثم التحري والتصديق... كل هذه المراحل تمت على وجه سريع للغاية.. ولم أكن أتوقع مثل هذه الهمة.. وهذا النشاط.. خصوصاً وأنني كنت معبأ بالكثير عن صعوبة الاجراءات.. مما يقال ويشاع، خطأً عنها.. لعلني هنا اتقدم بصوت شكر يثقل كاهل المواطنين من المستفيدين من خدمات مراكز تسجيل الرقم الوطني.. والقائمين عليها... وخصوصاً مكتب الخرطوم وسط وعلى رأسهم العميد شرطة النيل فتح الرحمن فضل المنان، مدير الاحوال المدنية - الخرطوم، والمقدم شرطة فرح عوض سعيد، مدير مركز تسجيل الخرطوم وسط ونائبه الرائد مجاهد والنقيب علي والملازم حسام وكل ضباط الصف والجنوب بالاضافة لسكرتارية مكتب العميد المجند ناهد خضر احمد طه.. كما أن هذه أمانة حملني اياها نفر من مستخرجي الرقم الوطني الذين قابلتهم، بأن أبلغ شكري وتقديري للمركز.. وهأنذا أفعل.