الطريق الى «سوق العزبات» يبدو طويلاً رغم قرب المكان بفعل الإزدحام وحركة المرور هذه الأيام بالعاصمة ونحن ننتقل الى حى «مايو» تبدو البيوت والشوارع ضاجة بالحياة وهي تتنفس هواء الصباح وتتحرك في نشاط سكاني كبير ونحن ندلُُف رويداً رويداً في عمق المكان السوداني الملامح الشعبي الصورة في أزقة ترابية تحلم بالأسفلت طريقنا الى أحد الاسواق الشعبية بمايو وهو «سوق العزبات» وكلمة العزبات السودانية المحلية يقصد بها النساء المطلقات.. إستدعى الإسم إنتباهنا وقامت «آخر لحظة» بعدستها وقلمها لتحكي عن نساء مطلقات لم يستسلمن لوضعهن كمنسيات بل نزلن للعمل في سوق صغير نائي يطلبن الرزق الحلال، بائعات شاي.. وأطعمة شعبية من عصيدة وكسرة وشية جمر وقوانص وبعضهن يبعن بعض الخضروات والادوات المتعلقة بزينة المرأة في مساحة صغيرة داخل حى مايو ناحية اليرموك. البائعات لم يردن الحديث وإكتفين بالترحيب بنا ولسان حالهن يقول الصورة أبلغ دليل والصمت هو الحديث وعيونهن تقول ما زلنا صامدات في وجه الحياة!