من خلال بطولة الامم الأفريقية للمحليين التي استضافها السودان قبل أشهر معدودة، عبر عدد من ضيوف البلاد عن اعجابهم بالمناظر الطبيعية بشارع النيل الذي وصفوه باحد اجمل الشوارع بافريقيا، وكشفوا عن اعجابهم بجزيرة توتي ومنظر ملتقى النيلين، بيد أن الضيوف الافارقة وخاصة الاعلاميين الجزائرين أبانوا عن دهشتهم من الفوضى التي تعم جنبات السوق العربي، وأشاروا الى ان السوق الاقتصادي الاول في أية دولة يخلي من مظاهر الازدحام والباعة المتجولين والذين يفترشون الارض، وعبروا عن دهشتهم من وجود اعداد كبيرة من الذين يطلق عليهم «الفريشة» بموقف الاستاد، ورغم مضي أشهر على ملاحظات ضيوف البلاد الذين شاركوا في البطولة الافريقية للمحليين «الشان» إلا أنه لم يطرأ جديد على موقف الاستاد تحديدا، بل تضاعفت الامور وازدادت سوءاً، وذلك من واقع ارتفاع اعداد الذين يفترشون الأرض من الباعة والذين وفي ظل تجاهل السلطات لهم تسببوا في تتضيق مساحات الموقف خاصة الجزء الذي يقع على شارع السيد عبد الرحمن الذي تحول الي «زقاق» تجد المركبات صعوبة بالغة في عبوره وحتى «الراجلين» يعانون الامرين في سبيل الوصول الى موقف بحري والحاج يوسف، وقدر احد التجار عدد «الفريشة» والباعة المتجولين في هذه المنطقة باكثر من 130 تاجر يتخذون الارض مكانا لعرض سلعهم المختلفة، فيما يضع آخرون معروضاتهم على «ترابيز»، وفي هذا السوق الصغير المساحة والكبير بتجاره الكثر تباع الملبوسات والمواد الغذائية ومياه الشرب والفواكه وغيرها من السلع، ويقول الموظف عثمان الفاضل إن الوضع أضحى لا يطاق بسبب ازدياد عدد «الفريشة»، وقال إن هذا الامر أسهم في ضيق مساحات الموقف، واشار الى احترامه للباحثين عن الرزق الحلال من «الفريشة»، بيد أنه طالب بإعمال مبدأ التنظيم للأسواق، وان تحدد السلطات المختصة مكانا ثابتا لهؤلاء الباعة الذين قال ان ظروفهم أجبرتهم على «المجازفة» بهذه الطريقة المعيبة والمهينة. وتشير طالبة جامعية الى أن الدولة تتحمل المسؤولية كاملة، وذلك لأنها تهتم فقط بتحصيل الرسوم من الباعة «الفريشة» واصحاب المركبات والمواطنين، وفي ذات الوقت لا تقوم بواجباتها تجاه كافة هذه الشرائح. واشارت الى ان موقف الاستاد تحول الى سوق شعبي، وقالت متندرة «هو أقرب لسوق ام دفسو» ولا علاقة له بسوق عاصمة دولة كبرى. ويؤكد أحد الباعة بموقف الاستاد، التزامهم بدفع كل الرسوم المقررة عليهم من قبل المحلية والسلطات المختلفة، وقال انهم لا يرفضون تنظيم السوق اذا ارادت الدولة ذلك، وطالب بتحديد موقع ثابت لهم، لجهة ان هذه التجارة باتت مصدر رزقهم. ومن جانبه قال المواطن عمر سعيد إن المحلية لن تستطيع تغيير هذا الواقع، وذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وقال إن المواطنين كتبت عليهم المعاناة وعليهم الصبر فقط .