حينما يطل علينا أحد الأعياد المباركة (عيد الفطر.. وعيد الأضحية) يتجمع الناس ليباركوا لبعضهم ذاك العيد بكلمات جميلة منمقة.. وتتغير نفسيات البشر وتعم الفرحة كل النفوس المتعبة.. تسمع منذ الصباح الباكر التهاليل والتكبير من الجوامع.. ويجتهد كل الناس في أن يختاروا أرقى وأجمل وأنقح الكلمات التي يريدون أن يسمعوها للأشخاص الذين يضعون لهم مكانة خاصة في أنفسهم.. ولكن الكلمات العامة المتداولة بين كل السودانيين والمتعارف عليها (كل سنة وإنتو طيبين.. أو كل عام وأنت بخير).. تقال هذا الكلمة بكل تلقائية وأريحية.. وقد تجد الكثيرين لا يفرقون بين العام والسنة... في تلك الأمنيات التي يتمنوها لغيرهم.. ولو تفحصنا القرآن الكريم وقرأناه بتمعن سنجد أن هناك فرقاً كبيراً وشاسعاً بين كلمة(السنة والعام).. وسوف أستدل هنا بما قاله سيدنا يوسف(عليه السلام) حينما حضر إليه أحد المساجين الذين كانوا معه في السجن حينما استشاره في تفسير رؤيا السبع العجاف والسنبلات الخضر.. فقد فسر سيدنا يوسف تلك الرؤيا في(سورة يوسف).. بأن السنوات العجاف.. ستأتي عليها سبع سنوات تكون سنوات ضيق وشدة على الناس.. ثم يأتي بعد ذلك عام يغاث فيه الناس.. أي أن العام يحمل الرخاء والخير في معناه.. وبذلك يتضح لنا أنه يجب أن نتمنى للناس العيد بالعام وليس بالسنة.. حتى يكون العام عام خير ورخاء.. وأن لا ندعوا عليهم بالسنة.. فتكون سنة شدة وضيق. كثيرة هي الكلمات التي تخرج من أفواه الناس ولا يضعون لها أي حساب أو تقدير.. نتمنى عزيز القاريء أن تكون أمنياتكم لأهلكم ومعارفكم بعام جديد جميل.. وليس بسنة شقاق. كانت قد علقت إحدى الزميلات حينما سألت الأستاذ القدير الطيب أبو سن عن هذا الموضوع.. فقال لي هذا الكلام صحيح واستدل أيضاً هو بسورة يوسف.. فقالت لي تلك الزميلة (أنا أقول أنا ليه لسه قاعدة بلا عرس.. كل زول يتمنى لي العرس يقول لي السنة الجاية عروس، عشان كده أنا ما عرست، أتاريهم هم السبب).. فضحك أستاذ أبو سن لكلامها.. الذي كان يحمل الكثير من الصحة.. كل عام والأمة السودانية بخير.. وكل عام تتحقق كل أمنيات البشر وربنا يوفق الجميع لما يصبون إليه.. اللهم آمين.