هنالك معلومة قيمة للغاية يتداولها (المغردون ) و (المفيسون ) على مواقع التواصل الإجتماعي , والأولى (المغردون ) تقال لأولئك الذين يكتبون تغاريدهم على موقع (تويتر ) الذي تستخدمه نسبة ضئيلة من رواد التواصل الإليكتروني في السودان والثانية ( مفيسون ) تشير إلى أولئك الذين أضحوا زبائن أوفياء لموقع التواصل المعروف (فيس بوك ) , يقال فيس يفيس فهو مفيس..!! المعلومة التي إلتقطتها كانت تتحدث عن الفرق بين (العام ) و( السنة ) بأخذ دلالات من القراءن الكريم , وها أنا أنقلها لكم لأجل أن تعم الفائدة ولأجل عقد مقارنة صغيرة قد تهمنا نحن أهل الرياضة. قال تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عام ) الآية 14 سورة العنكبوت . كان يمكن أن يقول المولى عز وجل أن سيدنا نوح قد لبث تسعمائة وخمسين سنة دون ذكر خمسين عاما , ومن هنا فكر الناس أن هنالك فرق بين كلمة سنة وكلمة عام , وكانت الإجابة حاضرة وموجودة في في سورة يوسف حينما قال الله تعالى في الآية 47 ( تزرعون سبع سنين ) ثم قال جل وتعالى في الآية 49 من نفس السورة (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ) صدق الله العظيم, عندها استخلص الباحثون أن كلمة سنة تطلق على الأيام الشديدة الصعبة , وكلمة عام تطلق على أيام الرخاء والعيش الكريم وأنهما ليست بمرادفات لبعضهن , وبذلك يكون سيدنا نوح عليه السلام قد لبث في قومه ألف (سنة ) شقاء إلا خمسين (عام ) .. ومن ما تم إستخلاصه بعد التدبر في القراءن العظيم فإنه يستحب أن نقول كل عام وأنتم بخير وليس كل سنة وأنتم بخير..! كرة القدم السودانية عاشت (سنينا) طويلة منذ أن تم إعتماد الإتحاد السوداني ضمن منظومة الإتحادات الإقليمية والإتحاد الدولي لكرة القدم , و لم تعش كرة القدم في بلادي أبدا أبدا سوى (أعواما ) قليلة جدا تحسب على أصابع اليد الواحدة , والمقياس عندي هنا تطورها وحصول أنديتها والمنتخبات على البطولات والألقاب الدولية , بل حتى على الصعيد الداخلي شهدت أنديتها ترجعا كبيرا جدا جدا , إختفت عدد كبير منها من خارطة التميز الكروي الزهرة , النيل , بري وغيرها كثييييير , حتى أصبح ما نسمعه من قصص وحكايات تروى عن هذه الأندية وغيرها وكيف أنها كانت تشكل عقبة كؤود أمام هلال مريخ وأن لاعبيها كانوا هم عصب المنتخبات الوطنية يشبه تلك الحكايات التي سمعناها عن الديناصورات وضخامة جثثها وقوة صوتها , اما تلك القصص والخرافات التي تروى عن التنين الصيني وكيف أن النيران والأدخنة تخرج من جوفه كما (كمينة ) الطوب.. تشابه تماما ما سمعنا عن التميز والقوى والفن الكروي في أندية الأهلي مدني والإتحاد وبارجة الموردة التي يجتهد أهلها الآن لإنقاذها من الغرق حتى أنديتنا التي نكنيها بأندية (القمة ) فشلت تماما ولعشرات السنين في التطور والتحليق مع الكبار في المنطقة العربية والإفريقية فأصبحت أندية القمة التي تستأسد داخليا ما هما إلا نعامتان بسيقان طويلة تساعدها في الإنسحاب والهروب من الحروب والنزالات الخارجية و بنظرة سريعة إلى الوراء نجد أنه و بإستثناء نادي المريخ الذي فتح الله عليه ببطولة دولية في (العام ) 89 ليست هنالك أي إنجازات أخرى يمكن ذكرها خلال فترة طويلة جدا قاربت الربع قرن من الزمان .. !!! وعندما يمتد الغياب عن منصات المجد والتتويج لكل هذه الفترة الطويلة يبقى وصفنا بالفشل لكل أنديتنا والمنتخبات عادل رغم قسوته , وتبقى حيرتي قائمة يا أصحاب , كيف أهنئكم بالعيد , هل أقول كل (سنة ) وأنتم بخير أم أقول كل ( عام ) وأنتم بخير..!! المهم وإلى أن يأتي ( عام ) يغاث فيه أهل الرياضة وجماهير كرة القدم في السودان تبقى الأماني لكم جميعا بالخير ودوام العافية هي هي ما يلهج به لساني الآن ..!! قف : سنين راحت .. وسنين جاية !!