لقد كان لقاء السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ الشيخ علي عثمان محمد طه مع أرتال الأدباء والمفكرين وأهل الأدب والفن والشعر والسياسة والرأي.. وقواعد المجتمع.. المرأة والشيوخ والشباب الممثلين لمختلف ألوان الطيف في مدينة التاريخ الخالدة أم درمان.. كان لقاءً مثمراً من جميع الوجوه.. استمع فيه السيد النائب لوجهات نظر مختلفة ومتباينة في مشربها وفي توجهها وفي طرحها للحلول وإن كانت كلها تصب في خانة المصلحة العليا للوطن.. والنهوض به.. بل والخروج به من كثير من المآزق والتحديات التي لا يستطيع الوطن مواجهتها إلا بوحدة الصف ووحدة القرار والالتئام جميعاً حول هدف واحد هو مصلحة البلاد العليا.. وأن نكون جميعاً يداً واحدة وصفاً واحداً لحماية الوطن العزيز.. وأن نتعالى على جراحاتنا وخلافاتنا لنبني وطناً واحداً قوياً عزيزاً يقوم على ثوابته القومية التي نؤمن بها جميعاً. ابتدر الحوار الدكتور محمد مختار الأصم فحلق بالناس في مجال تخصصه.. بحديثه عن الدولة بعد انفصال الجنوب.. وتحدث عن سودان جديد.. وعن صناعة الدستور الذي يجب أن يصدر في إطار قومي راسخ بإجماع أصوات الشعب ليعبر عن تطلعات الأمة وأشواقها.. البعض كان يتوقع منه أن يتحدث عن الأدب.. ولكن الرجل اختار أن يتفرع الحوار الفكري من مجال تخصصه في الحكم ونظام الدولة. وتحدثت الصحفية بخيتة أمين فأشارت إلى متطلبات مدينة أم درمان من التنظيم والخدمات خاصة الأحياء القديمة.. من حيث الإنارة والطرق.. وربما أشارت إلى سعة المدينة واتساع دائرة النزوح إليها.. وتحدث الفنان علي مهدي في مجاله.. الفن والإبداع.. وتواصل الحوار نثراً وشعراً.. جوهرة الاحتفال البهيج بافتتاح القاعة الفخيمة في مركز أم درمان الثقافي الجديد.. كانت الكلمة الضافية الجامعة الشافية للشيخ علي عثمان محمد طه.. والتي كانت درة الاحتفال بلا منازع.. وكان الرجل فارس الحفل بما أشار إليه من موجهات قومية لو حققناها لجنينا الكثير من الثمار.. وحدة قومية وبناءً وطنياً راسخاً وتلاقٍ فكري يجمع الصفوف ويوحد الأمة.. أتمنى أن تطبع هذه الكلمة المنهج وأن تعمم على مثقفي ومفكري بلادنا لتكون دليلاً لهم في حوارهم المثمر البناء.. هناك تحية مستحقة للفاتح عز الدين المنصور والمنصور في هذه الليلة بالذات.. إذ تحقق حلمه وبناؤه الذي شرع فيه ووضع أسسه في أم درمان.. وأكمل المشوار أبو كساوي وجنى الثمار وقطفها اليافع الفريق أحمد إمام التهامي معتمد أم درمان.. الذي كان إخراجه للحفل دليلاً على التميز والإقتدار.. وهذا عهدنا به في كافة المواقع التي شغلها والتي قادها بحنكة النظامي القدير. أما الدكتور عبد الرحمن الخضر.. فهو الرجل الذي وقف خلف كل هذا الجهد.. مع أركان سلمه وحربه د. البارودي وهاشم الجاز والفنان المميز عماد الدين إبراهيم.. فلهم الشكر والتقدير.. وكنت أتمنى بعض كلمات عبد الرحمن الخضر البليغة لأحييهم بها.. أما حسين خوجلي فكفاه جمالاً.. هذا التقديم البليغ الذي قدم به السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية.. ولكن كلمات حسين ضاعت في أضواء الكلمة الجامعة المانعة التي القاها الأستاذ الشيخ علي عثمان محمد طه.