أصدرت المحكمة القومية العليا قراراً بإعادة محاكمة الشقيقين المتهمين بقتل (زبون) داخل ورشة النجارة التي يعملان بها بمنطقة القيعة جنوبأم درمان، وأمرت المحكمة العليا في قرارها الصادر مؤخراً بإعادة القبض على المتهم الثاني في البلاغ ،والذي كانت محكمة الموضوع بجنايات أم درمانجنوب أصدرت قراراً ببراءته من التهمة المنسوبة إليه بالقتل وأخلت سبيله، وأيدت العليا قرار محكمة الاستئناف الصادر في وقت سابق، واستندت في حكمها على أن البينات تشير إلى أن المتهم الثاني قام بطعن المجني عليه أيضاً ب (الازميل) الثاني المعروضات في صدره، بخلاف الطعنة التي تعرض لها من قبل المدان الأول، وأشارت العليا إلى أنه وفقاً لتقرير التشريح أن الطعنة التي أصابت القتيل في صدره- والتي سددها له المتهم الثاني- هي التي أدت إلى وفاته، وأوردت أن الطعنة الثانية والتي أثبتت البينات أنها سددها المدان الأول شقيق المتهم الثاني كانت سطحية وغير قاتلة، وأصدرت المحكمة العليا قراراً آخر في مذكرتها- وفقاً لمعلومات حصلت عليها (آخر لحظة)- بأن تعيد محكمة الموضوع استجواب اثنين من الشهود الذين كانوا بمكان الحادث، وأشارت إلى إمكانية السماع لشهود آخرين.. وأكدت المتابعات عدم تمكن السلطات المختصة من القبض على المتهم الثاني، بعد أن أعيد ملف الدعوى لمحكمة الموضوع، وتقدم ممثل الاتهام عن أولياء دم المجني عليه بطلب للمحكمة بفصل محاكمته، والاستمرار في إجراءات المحاكمة بحضور المدان الأول، وحددت جلسة خلال الشهر الجاري لاستمرار الإجراءات. وتشير (آخر لحظة) إلى أن وقائع البلاغ كانت في العام قبل الماضي داخل ورشة لتصنيع الأثاثات الخشبية، يعمل بها المدان الأول والمتهم الثاني، وهما أشقاء كنجارين، وفي يوم الحادث حضر المجني عليه وعدد من أفراد أسرته إلى الورشة لاستلام خزانة ملابس (دولاب)، كان قد وعدهم المدان الأول صاحب الورشة بالفراغ من عملها في ذلك اليوم، وعندما حضروا كان (الدولاب) غير جاهز للاستلام وفقاً للاتفاق الذي تم بين المدان وشقيقه المجني عليه وزوجته، في الوقت الذي كان فيه المجني عليه خارج ولاية الخرطوم، وحضر يوم الاستلام، وعلى إثر ذلك نشبت مشاجرة بين المجني عليه وصاحب الورشة للتأخر في تجهيز الخزانة، وقام المجني عليه بمحاولة الاستيلاء على (دولاب) آخر كان داخل الورشة، برفعه مع شقيقه من الأرض ودار بعد ذلك عراك بين النجارين، والمجني عليه وشقيقه، انتهت بطعن المجني عليه ب (الازميل) ونقل إلى مستشفى أم درمان وتوفي بها لاحقاً. يذكر أن المدان الأول كانت محكمة الموضوع قد أوقعت عليه عقوبة السجن (5) سنوات والدية بعد إدانته بجريمة القتل شبه العمد، واستفادته من العراك المفاجيء الذي نشب بينه والمرحوم، فيما برأت المحكمة المتهم الثاني.