نعم سادتي بكاء الرجال قليل ودموعهم غالية لا تذرف لشيء ساهل.. عكس النساء اللائي يبكين في أي لحظة ولعل ما دعاني لهذه الكلمات هي الدموع التي رأيتها في عيون أهل أمدرمان رجالها ونسائها شيبها وشبابها في حفل التأبين الذي أقامه أهل أمدرمان عامة واصدقاء الراحل المقيم كمال مصطفى ابشر حمد الملقب(بكمال مكسيكي). وقد ورد اسم الرجل في هذه الزاوية عندما ناشدت معتمد أمدرمان وكان حينها د. أبو كساوي وناشد بإكمال ما بدأه كمال باعفاء المقابر من قيمة الكهرباء وكان شخصاً نشطاً استطاع أن يوصل الكهرباء إلى مقابري البكري وأحمد شرفي في خطوة عجزت عنها الجهات الرسمية وهذه هنا تتمنى أن يصدر المعتمد الحالي الفريق التهامي توجيها بدفع رسوم الإنارة كما اتمنى أن تصدر هيئة الكهرباء قراراً بإعفاء المقابر من قيمة الإنارة لتكتمل الصدقة الجارية للرجل الذي لم يكن يملك المال إنما كان يملك شخصية تحمل قبولاً يفتح له كل الأبواب المغلقة وكان قلبه مليئاً بكل الناس ويعاملهم بأخوية وحميمية مطلقة وكان محسوباً من ظرفاء أمدرمان تلك المدينة الوفية لابنائها ولكل من يقدم لها ولو القليل. سادتي كنت اعرف الرجل من بعيد وأعلم أنه يقدم لابناء هذه المدينة ولكل السودانيين خدمات لا ينتظر من ورائها جزاءاً ولا شكور لكنني عندما اطلعت على سيرته الذاتية اعترفت بقصر نظري فقد كان(ناشطاً) رغم أنه لم (يتبوبر) بها كما يفعل الآخرون ولم يجرؤ على كتابتها في كرت تعريفه.. نقدم سيرته الذاتية: من مؤسسي منتدى ابناء امدرمان..عضو ناشط في جمعية مرضى السكري. .. مؤسس رئيسي لوحدة غسيل الكلى بمستشفى أمدرمان... من أول المبادرين لإنارة مقابر البكري وأحمد شرفي... عضو في جمعية المشتل الرياضية. من ابرز ظرفاء امدرمان. ..ساهم في تبني علاج المرضى المعسرين ومساعدة الأرامل والأسر الفقيرة. مبادر سنوياً في إعداد وجبة الخيرين لإقامة إفطارات رمضان للعاملين ومرافقي مرضى وحدة غسيل الكلى. حقيقي تمنيت أن ألتقي هذا الرجل واشكره وتمنيت لو كان هذا الإحتفال وفاءاً للرجل وهو حي لكننا نجيد الشكر بعد الوفاة ...يالنا من شعب ينتظر يوم( الشكر) ليقول أن فلاناً فعل كذا وكذا... فيا مكسيكي نسأل الله لك الرحمة والمغفرة..والجنات العليا.