رحلات: جزر القمر : موروني - حالي يحيى جزر القمر: الحديث عن هذه الجمهورية الاتحادية ذو شجون.. اللافت فيها أنها تجمع الكثير من الجماليات الطبيعية والبشرية، وزد على ذلك الأخلاقية.. كم هو رائع هذا الشعب، وكم هو محب للسودان وأهله. استمعنا عن مكانة السودان في قلوبهم خاصة من السيد أحمد عبد الله سامبي الرئيس السابق للجمهورية، وهو أيضاً درس في السودان وسكن في حي العرب الأمدرماني خلال التسعينات. أدهشتنا روعة وجمال الخالق في جزر القمر.. وبالرغم من الاقتصاد المتدني إلا أن الجميع يعمل بنشاط وهمة.. وتعرفنا على معالمها التاريخية، ومنها أن أرضها شهدت أحداث سيدنا سليمان عليه السلام وقصة الجنان.. وبالرغم من قبضة الفرنسيين، وأن بناءهم للكنيسة كان مخالفاً لطبيعة وديانة القمري المسلم بالفطرة.. والطريف أن الكنيسة الوحيدة كان بها مركزاً صحياً، فقام المرضى بوضع سجاد داخل الكنيسة للصلاة ما أدى إلى طرد راعي الكنيسة وسحبه من قبل الفرنسيين قصة الزواج الأكبر: اجتماعياً علمنا أن من تريد الزواج عليها تشييد البيت وتجهيز أثاثاته، والخال هو كفيل الأطفال والمسؤول عنهم ولاسبيل للزوج في الخلاف أو تعكير مزاج الزوجة لأن مصيره الطرد خارج البيت.. وهناك قصص حول هذا الأمر جميلة وجاذبة، ومنها بعد حوالي 30 سنة هناك حفل خاص يقوم به الزوج لزوجته يسمى الزواج الأكبر يهدي زوجته الحلي والذهب بقيمة كبيرة ورداً جميلاً لها لأنها صبرت عليه طيلة الفترة الماضية لوضعه وموقفه المالي. عميد الجالية أدروب بامتياز: التقينا خلال الزيارة بعميد الجالية السودانية المكونة من 15 شخصاً وهو الدكتور حامد محمد إسماعيل وهو نائب مدير لجنة مسلمي أفريقيا من أبناء البني عامر سكن بكسلا، يتحدث الفرنسية بطلاقة وأجادها خلال عمله برواندا لفترة 5 سنوات مكث في جزر القمر 8 سنوات، كان سعيداً بلقاء مندوب آخر لحظة لكي يرطن معه بالتقري. غضب الشروق من آخر لحظة: الوفد الإعلامي ضم تلفزيون السودان بقيادة شكر الله خلف الله والكوميدي محمد موسى عن الشروق، قبل الرحلة جمعنا الحقائب وتم شحنها إلا أن محمد موسى فقد حقيبته وحمّل الإهمال والإخفاق في ذلك مندوب آخر لحظة وقال له: والله بعد ما نرجع حمشي للأستاذ أبوالعزائم عشان يرفدك من الشغل زي ما اتسببت في ضياع الشنطة. شكر اللة رفع رأس الاعلاميين كانت هناك زيارة للوفد الإعلامي السوداني لهيئة البث الإذاعي والتلفزيوني، وصحيفة البلد نالت استحساناً من الجانب القمري، وتطرق اللقاء إلى إمكانية فتح مجال للتعاون بين تلفزيون السودان وجزر القمر، وكان الأستاذ شكر الله خلف الله قد عكس التطور الكبير للإعلام السوداني، كما عبرت آخر لحظة عن ترحيبها بالتعاون مع صحيفة البلد الناطقة بالعربية والفرنسية «القمرية».. حرصت آخر لحظة على إجراء حوار مع رئيس جزر القمر دكتور «الكيل ظنين» إلا أنه كان خارج البلاد مشاركاً في احتفالات الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا..الشاهد خلال زيارتنا لمقر هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في العاصمة موروني، واجتماعنا بمدير الهيئة الأستاذ صالح محمد صالح دخل علينا وزير التربية والثقافة القمري السيد محمد إسماعيل وأشار بيده قائلاً بعربية طليقة: أنا آسف استمروا في اجتماعكم سآتي لاحقاً»، كان المشهد مدهشاً، وزير متواضع جداً، لكننا علمنا أن القمريين- هكذا هم- متواضعون جداً خاصة مع الضيف وبالأخص مع السوداني. مدير الهيئة طُلب منه الانضمام والمشاركة في حديث اللقاء مع الوفد الإعلامي السوداني.. وممثلنا الأخ شكر الله خلف الله رفع رأسنا لأنه كان «المخضرم والخبير» في هذا الشأن. تواصلت اللقاءات مع شخصيات أكاديمية ثقافية بجزر القمر، والمدهش في الأمر أن الكل يتسابق في تقديم دعوات غداء أو عشاء للوفد الزائر، وكان لزاما علينا أن نرضي الجميع لأنهم قمريون ومكانة السودان محفوظة لديهم وهم أوفياء.. انقسم الوفد لتلبية الدعوات ومنها مأدبة عشاء أقامها رئيس البرلمان نور برهان، و أن بعضاً ممن درس في السودان من القمريين حرص على لباس الجلباب السوداني لتوصيل رسالة مفادها: نحن نحبكم ونتشبه بكم.. ياسلام!! فنصل جزر القمر بالخرطوم ودوره في انجاح مهمة الوفد لقنصل القمري بالخرطوم السيد هاشم التركي كان على رأس الوفد الرسمي المشارك في احتفالات الافتتاح الرسمي للسفارة وعيد الاستقلال، وكان صاحب القدح المعلى في تقديم كل التسهيلات للوفد الإعلامي السوداني لأداء دوره هناك، بالرغم من هدوئه الجم إلا أنه استطاع أن تكون له بصمات واضحة في تعزيز التعاون المشترك بين السودان وجزر القمر، والرجل له إسهامات كبيرة أيضاً في السودان ويتميز بخبرات واسعة في مجال التطوير الاقتصادي والتجاري.. وفي الأيام المقبلة ستشهد جزر القمر الكثير من إنجازاته بحسب ما هو متوقع- هذا وكان القنصل الفخري لجزر القمر بالخرطوم قد عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين بالجزر تناولت في مجملها تطوير ودفع عجلة التنمية بالجزر وإمكانية إشراك المستثمر السوداني في تنفيذ عدد من المشاريع الإنمائية والاستفادة بشكل أكبر من الخبرات السودانية في هذا المجال. الطيب .. وهيبة السودان أحد المشاركين في تحرير جزيرة هنزوان ..هكذا هم اهل السودان عندما يستنجدون بهم ..والصورة تحكي عن هيبة السودان بخارجة