وصف تحالف القوى السياسية المعارض إعلان الجنوب وقف ضخ البترول عبر الشمال بالقرار الخطير، محذراً في ذات الوقت من أن تقود الخطوة الخرطوم وجوبا إلى الدخول في مواجهات عسكرية، وهاجم التحالف واشنطن وإسرائيل واتهمهما بتنفيذ مخطط يهدف لتدمير العلاقات ورفع حدة التوتر وتصعيدها بين الشمال والجنوب من أجل تدويل القضايا العالقة وخاصة فيما يتعلق بملفات النفط والحدود تمهيداً لإدخالها مجلس الأمن الدولي. وطالب التحالف الخرطوم بضرورة إعداد إستراتيجية محكمة للتعامل مع جنوب السودان تتضمن الاتفاق على تسوية سياسية عاجلة لقطع الطريق أمام تدويل الملفات العالقة بين الدولتين ومنعها من الوصول لمجلس الأمن. وأشار محمد ضياء الدين الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي وعضو تحالف قوى الإجماع الوطني في تصريح ل(آخر لحظة) أمس إلى عدم قدرة السودان على الدخول في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، مبيناً أن تدويل قضاياه العالقة مع دولة الجنوب ليس في مصلحته، مشدداً على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية عاجلة مع الجنوب لقطع الطريق أمام واشنطن وإسرائيل، منوهاً إلى أنهم وراء تصعيد الجنوب للخلاف بشأن النفط مع السودان. وحذر ضياء الدين من إطالة أمد وقف ضخ البترول على الدولتين حال إنفاذ الجنوب للقرار فعلياً، مبيناً أن الخطوة ستقود لكارثة اقتصادية على الحكومتين في الشمال والجنوب. ومن جهته وصف ياسر جلال مساعد الأمين العام لحزب الأمة القومي قرار وقف ضخ البترول عبر الشمال بالخطير،مشيراً إلى أهمية العودة إلى طاولة الحوار لتفادي الدخول في مواجهة بين الدولتين بسبب الخلاف حول القضايا العالقة، مؤكداً أهمية استصحاب الطرفين مصالح الشعبين والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وفي ذات الاتجاه اعتبر القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل د. أبو الحسن فرح إعلان الجنوب بوقف ضخ البترول عبر الشمال بالقرار المتوقع، لافتاً النظر إلى أن السودان لم يتعامل مع دولة الجنوب على أساس أنها دولة مستقلة، وقال إنه ما زال يتعامل معه كأنه حركة متمردة. وأبان أبو الفرح أن الخرطوم ستضرر كثيراً من إنفاذ الجنوب لقرار وقف ضخ البترول عبر الشمال، داعياً إلى أهمية إجراء تفاهمات جديدة مع دولة الجنوب والتعامل بمسؤولية تجاه حل القضايا العالقة لتجنب البلدين مخاطر إنذارات لمواجهات.