*لماذا وصف السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية إتفاق الشرق بالأفضل والأكثر نجاحاً في حقبة الإنقاذ؟ وما هي حقيقة التنسيق والتعامل مع المؤتمر الوطني؟ وهل هناك معلومات دقيقة عن ثروات شرق السودان؟ وهل يتمتع الشرق عموماً بثرواته الظاهرة والكامنة؟ وما هي تفاصيل الذهب.. ذهب أرياب ومردوده؟ وما هي ردود مساعد رئيس الجمهورية حول إنقسامات جبهة الشرق وماذا يقول عن الانشطارات؟ أسئلة ومحاور متعددة طرحتها «آخر لحظة» على السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية في حوار مطول أجرته معه بمنزله وسط الخرطوم ، وقال موسى أن هناك كثيراً من القضايا التي يمكن القول بأنها عالقة ولم تستكمل فيما يتعلق بإتفاق شرق السودان إلاَّ أن ما نُفِذ صب في الناحية الايجابية والدفع السلس الذي إنعكس على مواطن ولايات الشرق ، وأكد أن التنسيق والتفاهم مع المؤتمر الوطني أدى إلى إنجاح إتفاق الشرق ليكون أفضل وأنجح إتفاق في حقبة الإنقاذ ، وطرح موسى رؤيته الكاملة حول واقع السودان السياسي وفيما يلي التفاصيل : لا يزال شرق السودان يعاني من مشاكل المياه ، خاصة في مياه الشرب ببورتسودان ما هي المعالجات التي وضعت لذلك؟ - لا شك في أهمية المياه ، وهذه تعتبر مشكلة حقيقية في ولاية القضارف والبحر الاحمر ومن خلال عدد كبير من المحطات في المناطق الريفية وساهم هذا كثيراً في الاستقرار مؤخراً، ولاية القضارف تجري بها ترتيبات لمعالجة نهائية من خلال السد ، وسيكون هناك خط لمدن ولاية القضارف ، وهذه الفائدة التي ستجنيها الولاية من سد ستيت. صحيح تم من قبل الاتفاق على حل مشكلة المياه في نهر عطبرة وتوقف الاتفاق ، لكن الجهد مبذول والسعي مستمر لمعالجة مشكلة المياه في ولاية البحر الاحمر ، وتجري الآن ترتيبات في نهر عطبرة في منطقة «عدار حبيب» لمعالجة مشكلة المياه حيث تم حفر 12 بئر وتمت التوصيلات الداخلية ويوجد الآن وفد هناك لعمل المسوحات حتى تضخ المياه. هل يستفيد الاقليم من ما يذخر به من موارد لصالح التنمية؟ - قبل نيفاشا لم يكن هناك حق للاقاليم في الموارد ، لكن بعد نيفاشا جاء حق الاقاليم باعتبار أحقية كل إقليم به مورد أن تكون حصته 2% ، لكن هذه لم تطبق حتى الآن على الموانيء وآرياب ، والاتفاق نص على نص واضح وهو إسهام الموانيء في تنمية شرق السودان ، صحيح هي تسهم الآن لكن ليس بالشكل المطلوب ، كما توجد مبالغ تُستقطع من شركة آرياب وتُحول إلى الولاية لتسهم في التنمية. وفي إعتقادي أن الدستور المرتقب سيفصِّل ملامح المرحلة القادمة ، ومن خلال التداول سيأتي الدستور الدائم بمشاركة كل مكونات المجتمع السوداني ، وفي اعتقادي أنه سيأتي بالحل لكل قضايا السودان سواء كان في تقسم السلطة ، أو الثروة ، وتجاوز الجدل في كثير من القضايا التي تؤجج الصراع الان ، لذلك أقول أن الدستور حل شامل لكل ذلك. يدور حديث عن إنتهاك صارخ ونهب لثروات البحر الاحمر .. كيف تنظر لذلك؟ - ليس البحر الاحمر فقط ، توجد ثروات كثيرة جداً لم نتمكن من استغلالها وهذا يرجع لعدم وجود امكانيات كافية للإستفادة منها ، صحيح أن أهل الشرق بالرغم من موقعهم على الساحل إلاَّ أنهم لا يعتمدون على البحر وهذا هو السبب المباشر لذلك ، لذا أقول أن السودان موعود باستثمارات ونهضة ضخمة ، خاصةً المعادن بالشرق. يتحدث الناس عن الاشكالات الداخلية.. ذكرت إنسجام مع المؤتمر الوطني ، هل يمكن أن نقول «أن إتفاق الشرق مثالي»؟ - لا يوجد شيء مثالي ، صحيح أن هذا الاتفاق به الكثير من الجوانب الايجابية ، ونستطيع القول أن إتفاق الشرق مثالي مقارنة ببعض الاتفاقيات ، لأن إتفاق الشرق لم تصاحبه صراعات وانتقادات ومشاكسات مثل بقية الاتفاقيات ، أبوجاً مثلاً نعلم الى أين وصلت..! ونيفاشا أدت إلى إنفصال البلاد.. وفي شرق السودان بعد الاتفاق لم تطلق طلقة ، صحيح أن الجبهة تقسمت مثل بقية الاحزاب بالسودان ولكن هذا الانشطار لم يؤثر على سير تنفيذ الاتفاق. لكنها اضعفت الاتفاق؟ - هذا صحيح لكن لم تؤثر على تنفيذه. التحول إلى حزب يعتبر من الصعوبات التي تواجه الحركات.. كيف تنظر إلى الواقع السياسي السوداني في هذا الجانب؟ - حقيقة أن الواقع الان «مرير» لان به كثير من التجاوزات والتناقضات والصرعات ، واذا رجعنا إلى الوراء سنجد أن أهدافه ودوافعه هو كيفية الوصول إلى رؤى مشتركة حول المقترحات والمفاهيم بالنسبة للاحزاب ، وكما ذكرت سابقاً إن الحل يكمن في التوافق على دستور دائم للسودان يتم بالتراضي وتضمين كل القضايا به ، لكن مسألة التجاوزات والتباكي على ما مضى ليس حل. اذاً الحديث عن قيام ثورة شعبية والاطاحة بالنظام ليس له قيمة؟ - اذا نظرنا للاوضاع في البلدان التي قامت بها ثورات الربيع العربي لا نجد أن اوضاع السودان مماثلة ، مثلاً مصر وتونس وسوريا وليبيا ، لان وضع السودان معقد ويمكن أن نسميه «هش» ولا يمكن أن يتحمل ما حدث في ليبيا أو مصر أو تونس ، واذا ذهبنا في هذا الاتجاه لن تجد شمال أو شرق أو غرب ، لذلك يجب أن ننظر لذلك بنظرة عميقة. إذاً أنت تتفق مع السؤال كيف يحكم السودان وليس من يحكمه؟ - نعم بالتأكيد إن التوافق حول القضايا يخرجنا إلى بر الامان ودون ذلك سيتأزم الوضع مع ما أسميناه ب(الهش). ترأس لجنة عمل المدينة الرياضية التي كونها رئيس الجمهورية ، ما الذي قمتم به حتى الان؟ - تم تكوين لجنة تحت إشراف مباشر من الأخ رئيس الجمهورية ، وتضم اللجنة قامات من السودان على كل المستويات ، سواء كانوا رياضيين أو اقتصاديين أو حتى القطاع الرسمي ، استطيع أن أقول أن هذه اللجنة مؤهلة وقادرة على توفير التمويل لاكمال المدينة الرياضية ، وعقدنا منذ تكليفنا أربعة اجتماعات وقسمت إلى لجان فرعية بمهام أهمها استقطاب الدعم ، ولجنة للقطاع الرسمي ، ولجنة للدعم الشعبي المحلي ، ولجنة للدعم الشعبي الخارجي ، ولجنة للدعم الخارجي ، ولجنة لدعم القطاع الخاص ، وقسمنا العمل على مرحلتين ، الاولى إكمال الاستاد الاولمبي ومرفقاته ، ويسع هذا الاستاد حوالي 70 ألف نسمة ، ثم الانتقال إلى مدينة سكنية داخل المدينة الرياضية ، ثم ملاعب مرادفة للمدينة ، وحوض سباحة ، ويحتاج إلى مبلغ 90 مليون دولار ونحتاج إلى أربعة أشهر لاكمال مرحلة الدعم ثم البدء في العمل ونحن نتفاءل كثيراً بهذا المشروع. كيف تنظر إلى العلاقة مع دولة جنوب السودان مع التوتر الذي يشوبها الان؟ - صحيح أن جنوب السودان أصبح الان دولة قائمة بذاتها ، لكني لا أنظر لها مثل دول الجوار الاخرى ، لان الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان ، وما يربط بين الدولتين أقوى وأميز وأمتن من أي دولة أخرى ، وبحدوث الانفصال الذي جاء برغبة شعب جنوب السودان وهذا لا يعني نهاية العلاقة بين الشعبين بل يجب أن نحرص أكثر على تقوية هذه العلاقة وتفعيلها وأي أزمة بين الدولتين ستضر بالشعبين ، كما أن الازمة والقضايا العالقة لن تدوم بل سيكون لها حل ، ويجب تضافر كل الجهود لاحتواء الازمة والتوتر القائم بين الدولتين.