بينما كان راصد «بيت الأسرار» يتجول بين مكاتب الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، جاء وفد رفيع المستوى من زملائه الذين يعملون في الصحيفة التي اشتهرت بعدم الإيفاء بمرتبات العاملين.. وقف الراصد معهم للتحية وكان يظن أنهم جاءوا لنفس السبب الذي أتى به، لكنه فوجيء بهم يقولون إنهم جاءوا لتقديم مذكرة للاتحاد وإنهم قدموا صورة منها لمجلس الصحافة والمطبوعات.. وعندما اطلع عليها الراصد وجد أسطرها الأولي تقول: إن الصحيفة قد سلبت كثيراً من حقوقهم وعلى رأسها المرتبات والتأمينات الاجتماعية، وقد لفت انتباه الراصد صوت أحد الجالسين، يقول: اسألوا مجلس الصحافة عن التأمين الذي يأخذه من الناشر ليؤمن موقف الصحافيين إذا أغلقت الصحيفة أو تعثرت.. فرح أهل القضية، وقالوا للراصد خليك شاهد فقال (الشاهد) ما شافش حاجة. شباب وراء المذكرة بعد المذكرة الخطيرة في الحزب الكبير لم يتوقف راصد «بيت الأسرار» عن البحث عمّن كتبوا المذكرة أو من يقفون وراءها، كما أنه لم يكتف بذلك، بل أراد أن يعلم إرهاصاتها وسط القائمين على قيادة الحزب.. وفوجيء عندما سمع تصريح أحد القيادات الشابة والتي كانت ترأس أكبر تجمع طلابي في السودان نادى بإنزال المذكرة إلى أرض الواقع، وهو الذي تم ترشيحه للمنصب التنفيذي في المحلية النائية التي تتبع للولاية المحورية. وقد استغرب الراصد أكثر عندما قال القيادي: إن الحكومة لم تعط الشباب فرصة لأن الحكومة كانت تقوم على الشباب والطلاب.