وقف راصد بيت الأسرار كعادته أمام الشيخ زعيم الحزب المنشق الذي كان يطلع على المقال المنشور في الصحيفة الواسعة الانتشار.. وقد أبدى انزعاجاً شديداً.. تقدم الراصد ومد رأسه أكثر وبحلق حيث ينظر الشيخ في الصحيفة.. فوجده يقرأ مقالاً بعنوان (الترابي لا يريد حزباً).. وضع الصحيفة جانباً وقال إن هذا ليس مقالاً وليس بكتابة صحفي ولا فرد واحد.. إنه مكتوب بعناية لإرسال رسائل للحزب والبيت والرأي العام.. وأشار بالاتهام للجهاز الحساس الذي يحمى المواطنين.. سكت الزعيم فجأة ثم طرقع أصابعه وقال وجدتها.. سأرسل لرئيس تحرير الصحيفة أحد أصدقائه ليسأله عن أسباب الهجوم و... واصل الراصد متابعته للموضوع فسمع (م.م) يتحدث للصحافي المنتمي للحزب وأخبره أن الزعيم غاضب من هذا الأمر.. حمل الراصد حاله بعد أن أكمل كوب الشاي الذي صب إليه قبل اطلاعهم على الصحيفة.. وخرج.. أقساط وراء أقساط حمل الراصد حلمه بالكشك الذي انتظره طويلاً في المحلية المسماة على اسم الولاية المحورية، إلا أنه عندما وصل فوجيء بجمهرة من المعلمين وحاول دخول المحلية لكنه لم يستطع فسأل أحدهم المشكلة شنو؟، فأجابه بأن هؤلاء معلمون يتبعون لهذه المحلية قاموا بشراء أجهزة كهربائية بالأقساط من شركة مشهورة بواسطة المحلية وكانت تستقطع منهم شهرياً قيمة ما اشتروه، إلا أنهم فوجئوا بعد انتهاء أقساطهم بالمحلية تعود وتخصم منهم من جديد.. وفي تلك الأثناء خرج المدير التنفيذي للمحلية يؤكد للمتجمهرين أنه أوقف الخصم وسيرجع لهم استحقاقاتهم، وقد وصل إلى مسامع الراصد ما جعله يصاب بالذهول، فقد سمع أحدهم يقول إن الشركة قد طالبت المحلية بأقساطها مما يشير إلى أن المحلية لم تورد للشركة الاستقطاعات القديمة، تردد الراصد في ما جاء من أجله!!.. وقال الله الغني.