خيال: مدن الخيال اللا منتهي.. مدن أطفال يبقى عمرهم مع الزمن مخفياً.. مدسوس.. لا يشيب فيها القلب.. ولا ينثني مع رياحها (الشتيل الني).. ولا تزغرد فيها أمعاء الجوع.. ولا يبكي مع الحزن وحيد.. ولا يشقى فيها عاشق.. كل لون له صاحب.. وأنا مع الطيور أطير.. ومع الغيوم أسير.. ومع الفراشات أتلون.. أتجول.. أطوف.. أتناثر مع غبار الماضي.. وأثرثر مع نجمات غفت من كثرة كلامي.. عن لحن أزلي قديم.. وسطور خطت مع أول أيام التاريخ.. في ورق بردي عتيق.. خيالاتي ليس لها حدود.. وأسرجتي مع الريح.. تسابق جياد الجموح.. وأبطال الطموح.. وتسرق الألوان من قوس قزح.. لترشقها على أستار الليل الأسود.. فيتلون بألف لون ولون.. لا معنى للون الأسود.. مع بريق ولمعان ألوان الخيال الخرافية.. ولا خرائط وضعية مع خطوط أحلامي التي تبني آلاف المدن العملاقة.. وتحدد خطوط الطول والعرض مع أمواج الاجتياح.. والاشتياق.. مدن منسية.. مدن وردية.. مدن أفلاطونية ليست لها أسماء.. ولا سلطان.. ولا أحكام.. فقط سكان.. عشاق.. خدام.. من أجل النقاء والصفاء.. والالتقاء.. خطوطها وهمية.. وتضاريسها أسفنجية.. شواطئها بشمس لا تغيب.. ورمالها براقة.. منثورة بعناية.. مرسومة بدقة.. تصاحب الشمس.. وتداعب أمواج الشاطيء الناعمة. واقع: استقال من أجل منصب آخر.. ما معنى الاستقالة؟.. وقّع.. ابتهج.. وفي نفس اليوم مع انتصاف النهار قررت الوزارة أن تعفيه من المنصب.. ببساطة.. ماذا يحدث؟.. هل هي خيالات الواقع.. أم هي خطوط مع أمواج شواطيء المصلحة العامة والخاصة تفضي لأبواب جديدة.. للمد والجزر.