- لقد استوقفتني كلمات رائعة للشيخ عايض القرني لمريض السرطان يقول فيها: يا أيها المريض: طهور إن شاء الله فقد هذبت من الخطايا، ونقيت من الذنوب، وصُقل قلبك وانكسرت نفسك، وذهب كبرك وعجبك. لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود، وتنسى النعمة الحاضرة وتتحسر على النعمة الفانية، وتحسد الناس وتغفل عما لديك. ولابد من شيء من المرض يذكرك العافية، ويجتث شجرة الكبر ودرجة العجب ليستيقظ قلبك من رقدة الغافلين. عسى أن يكون منعه لك سبحانه عطاء، وحجزك عن رغبتك لطفاً، وتأخرك عن مرادك عناية، فإنه أبصر بك منك. إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع ولا يخيفك رعدها ولا يرهبك برقها، فربما كانت محملة بالغيث. الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، والأصم يتمنى سماع الأصوات، والمقعد يتمنى المشي خطوات، والأبكم يتمنى أن يقول كلمات، وأنت تشاهد وتسمع وتتكلم. كل مأساة تصيبك فهي درس لا ينسى، وكل مصيبة تصيبك فهي محفورة في ذاكرتك، ولهذا هي النصوص الباقية في الذهن. هنيئاً لمن بات والناس يدعون له، وويل لمن نام والناس يدعون عليه، وبشرى لمن أحبته القلوب، وخسارة لمن لعنته الألسن.