(1) هل هناك من يظن أن المسلمين (غوغاء) يمكن استثارتهم وتحريكهم بكل بساطة؟.. لاشك أن الأجواء التي تحيط بحادثة الفيلم المسيء المفتعلة، أجواء مواتية لتنشط المخابرات الأسرائيلية والأمريكية لتوظيفها لصالح أجندتها الخبيثة.. الربيع العربي مستهدف سواء في ليبيا أو مصر أو تونس.. ونقول مفتعلة، وهذا لا يعني أنها غير مستنكرة ومدانة، لأن كثيراً من المعطيات تشير إلى ذلك.. اختفاء منتج الفيلم الذي أراد أن يقول بإصرار إنه يهودي إسرائيلي إمعاناً في استثارة المسلمين.. خبراء الإنتاج السينمائي قالوا إن الجوانب الفنية في الفيلم ضعيفة جداً، ولا يمكن أن يكون فليماً كهذا تكلفته (5) ملايين دولار، كما زعم المنتج الهارب.. تجاهل مثل هؤلاء الصعاليق الذين يحاولون الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. هل سيحرق المسلمون أعصابهم على معتوه أو حاقد أو مريض يبحث عن شهرة؟!.. إن تجاوبنا مع هؤلاء المعتوهين سيخرج لنا كل يوم وشهر ومناسبة واحداً منهم؟!.. لماذا لا نوظف الغضب المشروع ونديره بطريقة ذكية ونقاطع المنتجات الغربية على الأقل تلك المضرة منها مثل المياه الغازية والتبغ؟.. قول مأثور عن سيد "عمر بن الخطاب": (إِنَّ لله عُبَّادَا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهُ).. كم من القصائد التي ذم فيها صعاليق قريش رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لكنها لم تصل إلينا؛ لأن السلف الصالح تجاهلوها ولم يتناقلوها. (2) (المرعى أخضر ولكن العنزة مريضة).. هذا مثل هندي استخدمه لشيخ الدكتور "عائض القرني" الداعية السعودي المشهور لوصف الصورة المقلوبة التي وجدها في فرنسا عندما زارها لأول مرة.. "القرني" انبهر باللطف والذوق الفرنسي مقارناً ذلك بالجفاف الذي يلف حياة الشرقيين خاصة عشيرته من الخليجيين.. كتب "القرني" مقالة تناقلتها مواقع الانترنت قائلا: (أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب، وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف).. وقال الرجل أنه يخشى أن يتهم بالميل إلى الغرب وربما الإلحاد لكنه أشار إلى أن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، لقوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ).. يقول "القرني": (أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة).. وأشار "القرني" إلى ما قاله "خلدون" في وصفه للعرب بالتوحش والغلظة، وقال رغم أن الاسلام هذب أتباعه لكن لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.. ويمضي يقول: (في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة)..في السودان الحال من بعضه، هل من بد أن نذهب إلى فرنسا لنتعلم؟. (3) سلطات بلدية نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية فرضت إجراءات (قاسية) ضد البُدناء في اطار مشروع لمكافحة السمنة التي تجاوزت نسبة (35%) بين الأمريكيين.. مجلس الصحة بالمدينة الصاخبة صوت لصالح حظر بيع المشروبات السكرية في زجاجات أكبر من 16 أوقية (500 ملليلتر أو رطل واحد)، في المطاعم ومحلات البقالة، وعربات البيع بالشوارع والمسارح.. رئيس بلدية نيويورك "مايكل بلومبرج" قيل أنه (ناضل) لإرساء هذه (الفضيلة) رغم المعارضة الكاسحة لشركات المشروبات الغازية تحت دعاوى الحرية الشخصية.. هذا يحدث في دولة الحريات الشخصية، حيث لا حرية شخصية عندما يكون الخطر داهماً.. ماذا لو قامت ولاية الخرطوم باجراءات (قاسية) ضد التدخين والتمباك؟.. لا أعتقد أنها ستجرؤ على ذلك رغم أن التبغ باشكاله المختلفة أكثر فتكاً بالمجتمع من المياه الغازية التي تسبب السمنة.. الولاية في عهد سابق انتفضت ضد (الصعوط) لكنها تراجعت منهزمة.. إن قلنا إنه من الخطأ اتخاذ اجراءات قاسية ضد عادة يصعب اقتلاعها جملة واحدة، لكن الولاية حينها رفعت الراية البيضاء وهربت من ميدان (المعركة) ولم تفكر في اجراءات ذكية ومتدرجة.. الطريف جداً أن الأمريكان حسبوا خسائر السمنة من ناحية ثانية حيث بلغت (3.8) مليار دولار لأن البدناء يرفعون استهلاك الوقود في السيارات بسبب أوازانهم الزائدة؟!. • آخر الكلام: من الرجال رجل شجاع مهابٌ وأسدٌ هصور على زوجته أما خارج البيت فهو نعامة فتخاء.