راصد بيت الأسرار كان في زيارة إلى مكاتب قناة النيل الأزرق التلفزيونية أمس فوجد أن المكاتب تعج وتضج في انتظار حدث كبير..الراصد تحسس وتلصص وحك أنفه بشدة وأصلح من وضع نظارته الطبية ذات الفريم الأسود، وصال وجال داخل المكاتب والصالات دون أن يجد ما يفيده بنوع الحدث المنتظر.. يئس الراصد، ولكن خطاه تثاقلت عندما التقطت أذناه صوت إحدى القياديات داخل القناة وهي تتحدث مع أحد الخبراء الإعلاميين الكبار وهو الدكتور إبراهيم دقش وتقول له إن (كل شيء تمام).. ثم تغلق هاتفها وتتصل بعدد من رؤساء التحرير وكبار الصحفيين تدعوهم إلى أن يكونوا حضوراً عصر غدٍ الجمعة في منزل الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر وأن المواعيد قائمة.. الراصد لم يعرف السبب، لكنه- كعادته- حشر أنفه ونفسه في الموضوع وسأل القيادية بكل براءة إن كانت تلك الدعوة للاجتماع الذي تم إخطار رؤساء تحرير الصحف به، إلا أن القيادية البارزة أجابت ببراءة حقيقية ب(لا..) ثم أضافت إن الموضوع هو نقل حي وبث مباشر من منزل الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر منذ الخامسة مساء تحت مسمى برنامج (ملتقى الخرطوم). لا لن يعود.. لا لن يعود راصد بيت الأسرار استخدم يوم أمس كل وسائل الرصد الالكتروني والتقني وهو يتابع قضية تطورات قادة الانشقاق الأخير في الحزب العريق.. الراصد لم يندهش عندما ترددت عبارات قوية مثل: (ضرورة المشاركة لقطع الطريق على المزايدين) ومثل: (الجانب الثاني يخشى أن يزيده الضعفاء ضعفاً)، والرجل الكبير صامت ينتظر الجميع حتى يفرغوا مما لديهم من آراء، وعجب الراصد من الإجابة التي جاءت على سؤال لأحد المجتمعين في الدار القديمة بالخرطوم بحري عن إمكانية عودة (فلان) وسمى بالاسم أحد المنشقين، وقال إنه يحاول العودة وإعلان التوبة مثلما فعل المنشق الآخر الذي ذرف الدموع وبل (الجلابية).. عجب الراصد من الإجابة خاصة من الرجل الكبير والذين معه إذ كانت: (لا لن يعود.. لا لن يعود) وأتم الراصد البقية في سره حتى ولو ملأ صفحات الصحف بكاء وعويلا. الشكية لأب إيداً قوية! سمع الراصد الرجل الأديب الأريب المهذب وهو يشكو بصوت خافت من سوء إدارة (سيد الاسم) للعمل، وقال لمن بثه أحزانه وأشجانه وأسراره: إن ما يحدث لا يشبهه رغم أنه مسؤول عنه قانوناً، لذلك فكر وقدر ثم فكر وقدر ورأى أن أسلم (مخارجة) هي طلب التحول لإدارة العمل الميكانيكي الضخم المتصل بالمهنة الورقية، لأن ذلك يبعده عن الإحراج الذي يتعرض له يومياً ويتسبب فيه (سيد الاسم)، وقال إنه لولا الوضع القانوني والشراكة التي بينهما لفر بجلده هرباً من «السلخانة» أو كما قال. هل سيذهب الوزير؟! راصد «بيت الأسرار» سمع همساً داخل الولاية «الكبيرة» يدور حول الحكومة القادمة ومن الذي سيذهب أو يبقى التكهنات كثيرة وعلامة الاستفهام تدور حول أسباب تمسك تلك الجهات بتلك الشخصية الوزارية والتي لم يكن أداؤها بالصورة المطلوبة فهناك من يقول إن الايقاع ضعيف والملفات حبيسة الادراج والممارسات التي كانت في عهد الوزير القوي الذي ذهب للاتحادية عادت بصورة مزعجة وشكوى المواطنين حول الخدمات لم تتوقف ويطرح الراصد السؤال هل سيذهب «هذا» مع المجموعة الذاهبة؟!