جاءتني رسالة رقيقة من الأخ الطالب إبراهيم الصافي رداً على ما كتبته في زاويتي يوم الثلاثاء الماضي.. رداً على الأستاذ مؤمن الغالي، وجاءت الرسالة ومحتواها كالآتي: الأستاذة الجليلة إيمان حسن طمبل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد قرأت مقالك بعمودك الثَّر «بلا نهاية» بصحيفة «آخر لحظة».. وأكتب لك رداً على ما جاء به: قد يظن البعض أن عتابك للأستاذ مؤمن الغالي لبكائه على انفصال الجنوب كره للجنوب وأهله.. وأنا أعلم أنك كتبتِ ما كتبتِ حباً في الوطن لا أكثر.. أسمحي لي أستاذتي أن اختلف معك في الرأي.. فقد قلتِ إن الذين سعوا للانفصال هم قيادات الجنوب.. وأيضاً ذكرت أن شعب الجنوب له دور في الانفصال.. كما قلتِ إنك لن تنسي ما فعله الجنوبيون بأبناء الشمال يوم الاثنين الأسود.. سألتك بالذي خلقك يا أستاذتي أيهما أجدر بعدم النسيان وعدم المغفرة.. يوم الاثنين الأسود.. أم عقود من الحرب المتواصلة على أبناء الجنوب وقتل النساء والأطفال والشيوخ وتدمير الزرع والضرع باسم (الجهاد) وقيل عنهم إنهم ضحايا.. والحقد الذي يكنه الجنوبيون البسطاء للشماليين عموماً.. والحقد الذي يضمره المثقفون والمتعلمون منهم لحكوماتنا المتعاقبة التي أسرفت في ضربهم وقتلهم وحربهم.. أراه حقداً مبرراً بطبيعة النفس البشرية التي تكره من يضرها. ختاماً أشكر الأستاذ مؤمن الغالي على أحاسيسه تجاه فقدان جزء عزيز من بلادي.. وأتمنى أن تقدري الظلم الذي وقع على أبناء الشعب الجنوبي فاضطرهم للانفصال علناً.. وعن حكوماتنا الظالمة. وشكراً،،،، من المحرر: أولاً أريد أن أوضح لك أخ إبراهيم كما أوضحت لأستاذي مؤمن أن حرب الجنوب التي أستمرت لقرون كما ذكرت.. فهي حرب كانت بين الشمال والجنوب.. فعلاً ورد فعل.. وكان الضحايا أبناؤنا.. وأنت قلت إنهم أسموها جهاداً.. هي فعلاً جهاد.. فهؤلاء الشماليون كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن وطنهم وعن أهلهم أليس هذا جهاد؟!.. قلتها لأستاذي مؤمن وأقولها لك مرة ثانية.. إني لست مع الإنقاذ ولا أدافع عنها.. وكما فقد الجنوب ضحايا.. نحن فقدنا الكثير من الشباب مهندسين..أطباء.. طلاب.. مدرسين.. فقدنا أميز الشباب لدينا ونحن في أمس الحاجة إليهم.. ولا يهمنا هنا التسمية التي فقدنا بسببها هؤلاء الشباب. أخي إبراهيم الانفصال حصل والجنوبيون هم الذين سعوا إليه.. و«كل زول بيرقد على الجنب البيريِّحو».