فشلت القمة الرباعية لرؤساء السودان وكينيا وجنوب السودان ورئيس وزراء أثيوبيا، أمس في أديس أبابا، في حل قضية النفط بين الخرطوم وجوبا، وترتب عن ذلك انهيار المفاوضات بين البلدين التي بدأت منذ مطلع الأسبوع الماضي.وشهدت القمة التي ضمت رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والرئيس الكيني مواي كيباكي، سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب وملس زناوي رئيس الوزراء الأثيوبي وثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية، مداولات ساخنة، إذ بدأ الرؤساء قمتهم بجلسة أولى تم الاتفاق فيها على أخذ السودان حصته العينية في شهر فبراير القادم، على أن تبدأ المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب خلال شهر من الآن.وفي الجلسة الثانية تلا رئيس الوزراء الأثيوبي نص الاتفاق تمهيداً للتوقيع عليه، لكن سلفاكير رفض التوقيع وقال إنه ناقش الاتفاق مع أعضاء وفده وأنهم «يرفضونه»، وزاد «لن أوقع عليه» وأدى ذلك إلى انهيار القمة. من ثم خاطب وزير الخارجية اليوغندي القمة ووجه انتقادات عنيفة للسودان وطالب بنقل قضية أبيي وجنوب كردفان إلى مجلس الأمن الأمر الذي استهجنه رؤساء الدول، وسارع المشير البشير بالرد عليه ب«عنف» واستفسره عن مصدر معلوماته بشأن الوضع الأمني والغذائي في أبيي وجنوب كردفان.وعلمت «آخر لحظة» من مصادر موثوقة أن المسؤولين طلبوا إرسال طائرة من الخرطوم لإعادة وفد المفاوضات إلى البلاد صباح اليوم. على أن يبقى مع رئيس الجمهورية الوفد الذي رافقه لحضور القمة الأفريقية. وكان رئيس الجمهورية قبل القمة الرباعية عقد اجتماعاً مغلقاً مع وفد الحكومة المفاوض حول قضايا النفط برئاسة إدريس محمد عبد القادر بفندق شيراتون تناول فيه الوفد مسار المفاوضات ونقاط الخلاف بشأن النفط. ومن ناحية أخرى تبدأ اليوم قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشر، والتي بدأت اجتماعات لجانها الفنية منذ الخميس الماضي وتركزت حول قضايا السلم والأمن الأفريقي ومسار عملية السلام في السودان والخلافات بين الخرطون وجوبا، كما سيشارك رئيس الجمهورية في اجتماعات النيباد. وكان رئيس الجمهورية وصل أديس أبابا على رأس وفد ضم كلاً من الفريق بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية، الفريق أول محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني والأستاذ عثمان عمر الشريف وزير التجارة وعدداً من كبار المسؤولين. من جهة اخرى قال باقان اموم رئيس وفد التفاوض بحكومة الجنوب في مؤتمر صحفي عقده امس ان سلفاكير تراجع عن مواصلة المفاوضات بناءً على موقف موحد وواضح شاركت فيه كل اعضاء حكومته واضاف اموم ان باقان اشترط ارجاع البترول المسروق على حد زعمه واطلاق سراح السفن المحتجزة لاستئناف المفاوضات.