الموية جاتكم!! ü ليس هذا آوان الخريف.. ومع ذلك فإن حالة البلاد تذكرني بأيامه!! وطبعاً هي أيام تعيسة للذين يسكنون في مناطق ظلت منكوبة تاريخياً بالسيول والفيضانات مثل منطقتنا العزيزة الدروشاب!! فالناس هناك ينظرون بصورة سلبية للرجل الذي يترك «حوشه مليان موية» حتى الصباح!! فالمطر إن جاءت «ليلاً» فهذه سهرة «صباحي» يتعين عليك بذل كل طاقتك و«كواريكك» و«طواريك» و«الطشاتة» لإخراج المياه بكل جهودك الذاتية واستنفار كافة أفراد الأسرة، فحتى إذا جاء الصباح كانت الموية «خارج الشارع» والحوش «ناشف».. وبعد ذلك يمكنك الخروج على الجيران لتحكي تفاصيل المعركة التي دارت بينك و«الموية» حتى الساعات الأولى من الصباح، اما ان لم يحدث ذلك فأنت ستكون حبيس الجدران المنهارة!! ü حال الحكومة هذه الأيام يشبه حال بيوت الدروشاب ايام الخريف، فحوشها «مليان موية» من الاحتجاجات والسيول تحاصرها من الخارج. امامها اولاً اخراج موية الداخل حتى لا تسبب هذه السيول مزيداً من الشقوق في الجدران والغرف وقدراً من التصدعات والانشقاقات.. والتي ربما تؤثر على«الساس» فيحدث الانهيار في الغرف والصالات والحيشان هنا وهناك!! ü يبدو أن «الموية» التي زحفت على حوش جنوب دارفور لم تكن ساهلة فالسيل كان عاتياً وجارفاً.. وربما يرجع السبب الأساسي في أن المستوى «الكنتوري» للشارع كان «أعلى» من المستوى الداخلي فلهذا اندفعت المياه بسهولة داخل «الحوش» وأحدثت كل هذه الخسائر والتي لا نعرف على وجه التحديد كم حجمها وهل أثرت على «الساس» أم أن البنيان سليم ولا يحتاج سوى بعض الردميات والترميمات!! ü والسيل أيضاً في طريقه للقضارف والأرض هناك منبسطة والأودية كثيرة وعميقة.. وكلنا نعرف خيران القضارف الشهيرة واندفاعها «الأهوج» في زمن الخريف. ü والقصة ماشه فهناك حديث عن «موية» احتجاج بدأت تتجمع في النيل الابيض وتطالب بالإبقاء على معتمد كوستي أبوعبيدة العراقي!! ü إذن السيول قادمة من كل مكان وفي طريقها لمحاصرة البيوت والشوارع وفي هذه الحالة لا بد من البحث عن خرائط كنتورية ومهندسين أكفاء يتعاملون جيداً مع السيول المنجرفة بكل حكمة وتأن وتروي.. وقديماً قالوا «الموية ما بتغير دربها»!!