العاصمة الخرطوم هي واجهة الدولة السودانية.. يفترض أن تكون في أجمل وأزهى ثيابها باعتبار أن كل زائر يأتي إليها يرى مدى ثقافة وتحضر أهل السودان فيها.. ولكن للأسف العاصمة تحمل من السلبيات ما يجعلك تشعر بالضيق من الوساخة المتراكمة.. و(الشماشة) الذين يجوبون جميع أنحائها.. وكثرة (الشحاتين).. وأيضاً من السلبيات أولئك العمال الذين ينظفون الشوارع... وترى آخرين يحملون أدوات التجميل من تشجير وتبليط وغيره.. ولكن المؤسف جداً أن كل هذه المهام تنفذ أثناء النهار ووسط الزحام مما يسبب زحاماً آخر على الزحام الحاصل. ولكن الذي يجعل الإنسان يضع يده على قلبه هو إذا قدر لك الله أن تحضر إلى العاصمة الخرطوم ليلاً.. فقد ترى البدع وأول ما يلفت إنتباهك ذالك الظلام الدامس الذي تعيشه العاصمة المحتضرة في بعض أزقتها فتشعر بأنك داخل الأدغال أو احدى الغابات المفزعة، وأنا أُجزِم أن كل من كُتِب عليه أن يسير في عواصمالخرطوم مساءاً يكون قد خرج (لشديد القوي) .. وطبعاً ذالك الظلام يساعد على كثرة الحوادث والسرقات والاختطافات التي أصبحت اليوم من الموضات الجديدة.. نعم هناك بعض الشوارع بها إضاءة ولكنها قليلة وهي كلها رئيسية، فنحن هنا نتكلم عن الشوارع الفرعية التي تكون داخل العاصمة والتي تغري فعلاً الحرامية واللصوص وقُطاع الطُرق أن يستغلوا ذالك الظلام. نريد أن نسأل الوالي والمعتمد لماذا لا تكون كل شوارع الخرطوم (مضاءة) حتى (الأزقة) منها، فالبديهي أن تكون شعلة متلألئة من الإضاءة.. حتى الصباح.. وذلك تحسباً لوقع الكوارث وحفاظاً على أرواح المواطنين .. لاحظت حتى الأحياء التي تدخل إليها تجد أن الظلام سمة واضحة فيها.. وكما تعلمون أن الظلام ينمي في النفوس والغرايز أشياء كثيرة غير جميلة ومزعجة قد تؤدي إلى كوارث كبيرة.. كل الحوادث التي تحدث في العاصمة أو الأحياء تحدث بالليل.. لذا وجب عليك أيها الوالي أن تسعى لاضاءة عاصمتك والاهتمام بها وأن تعطيها ولو القليل من وقتك.. نتمنى أن نرى الخرطوم عاصمة الجمال والثقافة.. والإنارة..!