إنارة الشوارع والطرقات والحدائق العامة من الأشياء الجميلة والحضارية، وهي أيضاً تعتبر من منظومة الأمن والأمان، لأن الإنارة تجعل الإنسان يشعر بهما ويشعر الهوام والجوارح والمجرمون بالخوف والضعف. لذلك نتساءل لماذا لم تكتمل إنارة كل العاصمة من أقصاها إلى أدناها، مع توفر الكهرباء -على حد قول المسؤولين- بأن كهرباء السد تزيد عن حاجة البلاد، بل تكفي أفريقيا كلها، مع أننا نعلم أن سد مروي فرج كثيراً على بعض القرى والمدن، خاصة القريبة منه.. مَن المسؤول عن إنارة الشوارع؟ المحليات أم إدارة الكهرباء؟، مع العلم بأنه ليس ما يهمنا (الدجاجة أول أم البيضة)، بل الذي نريده عاصمة منارة في كل الطرقات والشوارع والحارات والأزقة، نريدها عاصمة نور أخرى وثقافة وحضارة لا نريدها عاصمة نفط في ظلام دامس تجوب شوارعها الحيوانات المتوحشة، التي صارت تروع قلوب الكبار قبل الصغار، وأن ظهور تلك الحيوانات المفترسة في أنحاء متفرقة من العاصمة أسبابه عدم وجود إنارة كافية في الشوارع، مما يخلق نوعاً من الخوف للمارة ويجعلهم يصدقون ما يقال من إشاعات، وخاصة الذين يعودون إلى منازلهم ليلاً. إنارة الطرقات في العواصم والمدن موجودة في أفقر الدول الافريقية، وسمعنا عن العاصمة قديماً رغم أنه كان لا توجد سدود بأن أغلب شوارعها وأحيائها منارة وكانت لياليها عرساً دائماً، وحتى قبل فترة من الزمن كان هناك نوع من الفساتين النسائية متوهجة ولامعة حتى في الظلام يقال لها (الخرطوم بالليل).. مما يدل على أنها كانت مكتملة الإنارة والتوهج. ونعرف أن تحصيل المحليات (للعوائد) وسميت عوائد (لأنها من المفترض أن تعود على المواطن في تقديم الخدمات التي يستفيد منها المواطن الغلبان، ومن ضمن تلك الخدمات هي إنارة الشوارع والطرقات ولكن أين كل هذا يا محليات).