تهل علينا هذه الأيام ذكرى خير البشر أجمعين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وتعطِّر أسماعنا أصوات المادحين والمنشدين في ساحات الاحتفال بمولده الشريف في كل أنحاء العاصمة حتى الساعات الأولى من الصباح، يشاركهم في ذلك الأسر التي تصطحب أطفالها ليتربوا على ذكر خير الأنام ومع ذلك تستهويهم محلات الحلويات المختلفة في المحلات التي تصاحب ساحات المولد وتعج بأنواع عديدة من الحلويات يتنافسون فيها لجذب الجمهور، ولكن تظل هناك حلويات ثابتة لا تقبل التغير ولكن تقبل التجويد والابتكار فيها مثل «السمسمية- الفولية- الجوزية- الحمصية- اللكوم»، ولكن تظل «عروسة» المولد هي العنصر الجاذب الأول للاطفال ويحرصون على اقتنائها كل عام يزينون بها المنازل احتفالاً بهذه الذكرى الطيبة.. ولكن ماذا أصاب «عروسة» المولد هذا العام..؟ «آخر لحظة» تجولت داخل ساحات المولد النبوي لمعرفة أسعار الحلويات ووجدت فيها إرتفاعاً كبيراً أرجعه أصحاب المحلات التجارية إلى ارتفاع أسعار إيجار المحلات في المولد بأرقام فلكية فرضتها المحليات، ولكن تلاحظ بصورة كبيرة إحجام الأسر عن شراء «عروسة» المولد بصفة خاصة لأن أسعارها فاقت كل التوقعات حيث وصلت أسعارها ما بين « 20-40-60-80 » وأعلاها سعراً بلغ (100) جنيه، فأعتذرت الأسر عن شرائها على الرغم من ما أبدته «العروششسة» من زينة، وكانت في كامل أناقتها بالأوان الجاذبة ووسط الأضواء الملونة للمحلات، ولكن ذلك لم يشفع لها حتى تشتريها الأسر ومازالت تنتظر «القسمة» التي طال انتظارها حتى كادت أن تصرخ بأعالى صوتها وتقول: «البورة قتلتني» وتردد خلف الفنان الراحل محمد أحمد عوض «والله القسمة ما معروفة.. ليا و ليك كانت خافية.. يدوم سعدك مع غيري.. تملأ شبابك العافية».. ولكن شباب «عروسة» المولد بهذه الأسعار الفلكية لن تملاءه العافية ولكن تملاءه «العنوسة» بعزوف الأسر عن شرائها، ولتخرج من دائرة «العنوسة والبوره» ما عليها الآن أن تصرخ في وجه أصحاب المحلات وتقول: «أبوي يا يابا ما تقول ليهو لا.. وافق عليهو أنا راضيه بيهو.. عليك الله ما تقول ليهو لا..» فهل تنخفض الأسعار حتى ننقذ «عروسة» المولد من عذابات العنوسة.