الصحة الإنجابية قضية ألقت بظلالها على الساحة قبل أعوام واثارت الكثير من الجدل واللغظ وتباينت الآراء حولها ما بين مؤيد يرى أنها تحقق الامومة الآمنة ورعاية صحية قبل وبعد الزواج وتحسين خدمات تنظيم الأسرة وإستئصالها للعادات الضارة بصحة الأم والطفل خاصة ختان الإناث والزواج المبكر وعلاج العقم وأسبابه..ومعارضون يرون أنها حلقة من حلقات التآمر الغربي ضد دول العالم الثالث بأن مشاريعها وضعت لتحقيق غايات وأهداف مؤتمري بكين والقاهرة للسكان. «آخر لحظة» جلست الى خبراء ومختصون وناشطون فكان هذا التحقيق الذي خرجنا به فإلى مضابطه.. بالجهاز الانجابي بداية تُحدثنا دكتورة وداد عيدروس الناشطة في مجال المرأة والطفل قائلة.. ان الهدف من الصحة الانجابية الاهتمام بصحة الامومة والطفولة وبجميع افراد الاسرة في مراحل حياتهم فيما يختص بالجهاز الانجابي والايدز وزواج الطفلات وتنظيم الانجاب .. وأيضاً مكافحة العادات الضارة كختان الاناث وغيرها.. ليست التحديد وهي سياسة واضحة لانجاب طفل او اثنين. وانما تعني تنظيم الولادات في فترة زمنية متباعدة لصحة الام والطفل وقد أمن القران الكريم على تنظيم الولادات في سورة البقرة في قوله تعالى «الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين».. ان نظرية العلم تتطابق مع القران الكريم وان مفهوم الصحة الانجابية يعني صحة الام في جميع حياتها. افكار خبيثة نفت وداد وجود اي اجندة خفية لمشاريع وبرامج الصحة الانجابية وكما ذكرت ان المشاريع القائمة تهدف لخدمة المرأة اجتماعياً وصحياً وثقافياً. وزادت ان الذين يروجون لهذا المفهوم ذوي افكار خبيثة فالمشاريع كما ذكرت عبارة عن برامج توعوية توضح كيفية استخدام وسائل التنظيم وليست تحديد الولادات. وكانت قد اثارت الاجهزة المستعملة للإجهاض جدلاً ولغطاً كبيراً وسط بعض رجال الدين قائلين بأنها تشجع على الفاحشة وممارسة الرزيلة باعتبارها وسيلة آمنة لا تنجم عنها اي مضاعفات. مشروع شيطاني فيما وجه عدد من المعارضين لمشروع الصحة الانجابية إنتقادات لها موضحين ل(آخر لحظة) بأنها تشكل خطورة كبيرة وبالغة الأثر على المرأة وانه مشروع شيطاني بعيد كل البعد عن قيمنا وتعاليم ديننا الحنيف وان جُلَّ تركيز هذه المشاريع في المناطق الطرفية وان اتفاقية سيداو تهدف ايضاً الى خفض عدد سكان العالم الى جانب غرس بعض القيم في المرأة كالمطالبة بالمساواة الكاملة والحد من الانجاب. مخاطر خفية واستعرضت دكتورة ست البنات خالد-استشاري امراض النساء والتوليد المخاطر والاجندة الخفية وراء برامج الصحة الانجابية في كتابها الذي جاء بعنوان «مخاطر خفية وراء هذه المشاريع».. ولكي تكتمل الرؤية دلفنا مباشرة الى وزارة الصحة الاتحادية وجلسنا الى دكتورة سوسن الطاهر-مدير إدارة برنامج الصحة الانجابية بالوزارة حيث قالت تعرف الصحة الانجابية بأنها حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية وليس مجرد انعدام المرض او الاعاقة في جميع الامور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وادائه للجنسين ولجميع الفئات العمرية كإحدى الحقوق الاساسية للانسان. كما تقوم رسالتنا بتوفير رعاية ذات جودة نوعية للصحة الانجابية للنساء اثناء الحمل والولادة والنفاس وتنظيم الاسرة والتمتع بالحياة الاسرية بجانب توفير الحد اللازم من الرعاية للنمو والتطور للمراهقين والشباب ومكافحة الامراض المنقولة جنسياً وسرطان عنق الرحم والاسباب الاخرى ؟؟ كالناسور البولي ومكافحة العادات الضارة.. وتؤكد د. سوسن ان الاهداف العامة للصحة الانجابية خفض معدلات وفيات الامهات ومعدلات وفيات حديثي الولادة، وقد اوضح المسح السكاني في السودان للأسر في العام 2006م ان وفيات الإجهاض بلغ 638 وفاة لكل مائة ألف ولادة حية بينما في العام 2010م إنخفضت الى 216 حالة لكل 100 الف ولادة حية اي بنسبة انخفاض بلغت 442 حالة خلال ثلاثة اعوام. وقالت مديرة البرنامج رغم التحسن الذي تم ولكن قراءتنا ان هناك مجهودات يجب ان تبذل لتحسين الخدمات المقدمة للاطفال والامهات مبينة ان المسح السوداني الاسري اوضح ان ولاية البحر الاحمر تتصدر اعلى المعدلات من حيث ارتفاع وفيات الامهات عازية ذلك لثلاثة تأثيرات على مستوى المجتمع لعدم ادراك الاسر للمخاطر وعلامات الخطورة اثناء الحمل والولادة وتكاليف المستشفى وعلى مستوى الطريق المتمثل في صعوبة العثور على وسيلة للنقل ودفع ثمن تلك الوسيلة وبعد المسافة من المنزل الى الوحدة الصحية او المؤسسة وايضاً على مستوى المؤسسة الصحية كنقص الكوادر وضعف التدريب بجانب النفقات والمعدات والتسهيلات وضعف جاهزية غرف العمليات وعدم تلقي الخدمة في الزمن المناسب. مشيرة لوجود علاقة طردية بين وفيات الامهات والاطفال فكلما زادت وفيات الامهات زادت وفيات الاطفال ذاكرة ان هذه الزيادة تعكس مدى تقدم وتأخر الدول. وتواصل حديثها ان اسباب وفيات الامهات ترجع لاسباب عديدة مباشرة بنسبة 66% وتشمل النزيف 35% حمى النفاس 10% الكلبش 9% عسر الولادة 4% مضاعفات البنج 4% والاجهاض غير الآمن 4% ولأسباب غير طبية 11% وحول ما يشاع ويقال ان هناك أجندة خفية وعلامات دهشة وإستغراب حول مشروع وبرامج الصحة الانجابية. ردت د. سوسن اولاً على المستوى العالمي لدينا مفهوم فهي تتحدث عن تحديد النسل وهذا ما يتنافر تماماً مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا. ولكن على مستوى السودان فهي ليست قائمة على المفهوم العالمي وانما نعمل وفقاً للسياسة القومية المنبثقة من عاداتنا وتقاليدنا واعرافنا وديننا الحنيف. وبالنسبة للجدل الدائر حول اجهزة الإجهاض.. قالت د. سوسن على مستوى السياسة القومية للصحة الانجابية ان الإجهاض دون سبب ممنوع. ونحن نتحدث عن الاجهاض التلقائي الذي يحدث للسيدات فخدماتنا موجهة لهذه الشريحة وكيفية تقديم الخدمة لها.. وان التدخل يكون عن طريقتين أما الجراحة أو الجهاز اليدوي MDV)) وهو عبارة عن جهاز حسب سياسة وزارة الصحة لا يتوفر الا في المؤسسات الصحية بواسطة شخص مدرب تدريب نظري وعملي كما ان هذا الجهاز موصي به من قبل منظمة الصحة العالمية وتؤكد بالقول ان كل برامج ومشاريع الصحة الانجابية تحت اشرافهم. وزادت ان اولويات التدخل للصحة الانجابية رعاية قبل الحمل واثناء الحمل والولادة والنفاس والعناية بالوليد. كما ذكرت ان اولويات الصحة الانجابية الامومة الآمنة ومكافحة العادات الضارة بصحة المرأة والطفل ومكافحة علاج الأمراض المنقولة جنسياً ومتلازمة الايدز والرعاية الصحية للشباب والمراهقين.